الأحد، 25 أكتوبر 2015

المحاضرة 01 من نقد الشعر

بسم الله الرحمن الرحيم
النقد
المحاضرة 01: النــــــــــــــــقـد:
لغة:
النقد هو اختلاس النظر مع المداومة، وضرب بالإصبع ونقر، والنقد: الحاضر دون المؤجل (النسيئة) وناقدت فلانًا إذا ناقشته، والنقد: الوزن والجودة، والنقد: العيب، والنقد: دراهم أو ما هو من جنسها، والنقد: إخراج الزيف، والتقشر أو إبراز الشيء وبروزه، ونقد الكلام.. على قائله، وتمييز الجيد من الرديء.
مما تقدم يتبين أن فضاء النقد في اللغة العربية أوسع من سياقاته القديمة، ويمكن الإفادة من هذا المفهوم في سياق معاني النقد والعملية النقدية.
 اصطلاحًا:
يمكن تعريف النقد من خلال وظيفته.. ويمكن تعريفه بأداته.. وهناك من يزعم أن ليس للنقد تعريف، فيقول: بما أنّ النقد يتسلَّط على الأدب، والأدب يتسلط على الحياة، والحياة متغيّرة لا يحدّها حدود، ولا تقيّدها قيود، فليس عندنا تعريف للأدب ومقتضى ذلك أنّه لا تعريف للنقد1 ‍فمثلًا: النقد هو تمييز الجيد من الرديء، هذه وظيفة من وظائف النقد، وليست تحديدًا له.  ويمكن تعريف النقد من خلال الوسيلة: النقد تحليل وتفسيرٌ، والتحليل والتفسير وسائل للوصول إلى جوهر النص وحقيقته الأدبية والفنية.
ومن قراءاتٍ عديدةٍ لتعريفات كثيرة يتوصل إلى تعريفٍ للنقد، مؤداه:
النقد: هو موقف من النص الأدبي يقوم على رؤيةٍ كونيةٍ ونظريةٍ نقديةٍ تحلل العمل الأدبي، وتفسّره، وتكشف عن وظائفه وقيمته.. فمن التعريف تبرز مقومات النقد وهي: الموقف والرؤية الكونية، والنظرية النقدية وتحليل النص الأدبي، وما يوجبه حضور كلٍّ منها. إذًا النقد هو أولًا: ناقد يتسلح بمقومات العملية النقدية، والناقد من موجبات الموقف، وثانيًا: نص أدبي، والنص يوجب المبدع، وثالثًا: موقف من هذا النص الأدبي، ورابعًا: رؤية كونية ونظرية نقدية من موجبات الموقف والنص معاً، وهي عناصر ملتئمة لا ينفصل بعضها من بعض إلا في التجريد الذهني والتعليم المدرسي.
تاريخ النقد
في الأدب اليوناني كانت الملاحظات النقدية قائمة على الذوق الساذج دون أن تكون هناك أصول نقدية مقررة يرجع إليها النقاد ثم جاء عهد تدوين الإلياذة والأوديسا بإشارة سولون فكان وسيلة للنقد والتحقيق والتمحيص.
فلما كان القرن الخامس قبل الميلاد وقد وجد الشعر التمثيلي واستقر في أثينا ترقى النقد الأدبي ومكن الشعراء من أن يتناولوه بطريقة أشمل وأعمق ما دام الشعر التمثيلي نقداً للحياة وتقويماً لشؤونها فوجد المجال لاتساع النقد والتعمق في جوانبه.
ثم ظهرت آراء ونظريات فلسفية أثارت الشك في الوثنية وفيما ورثة اليونان من أفكار فظهر جيل جديد ينكر سابقه واشتد التناكر بين جيلي القرن الخامس قبل الميلاد حتى أثمر طائفة المجددين في الأدب أيضا وخاصة في المآسي. وكتبت قصص نقدية تنعي الأقدمين ومذاهبهم في فهم التمثيل وأساليبه وعباراته ومنها قصة (الضفادع) لارستوفان. التي ظهرت سنه 406 قبل الميلاد والتي تشبهها رسالة الغفران للمعري.
وبجانب هذا النقد الذي نهض بين القدماء والمجددين من أدباء اليونان السابقين وجد نوع آخر كان له الحظ من الازدهار وهو النقد عند الفلاسفة عاشت عليه آداب اليونان والرومان وأثر في الأدب العربي القديم والأدب الأوروبي الحديث.
أما الأدب العربي فقد نشأ في الجاهلية وكان عبارة عن ملاحظات على الشعر والشعراء قوامها الذوق الطبيعي، وقد مكن له تنافس الشعراء واجتماعهم في الأسواق وأبواب الملوك والرؤساء وكان النقد يتناول اللفظ والمعنى الجزئي المفرد ويعتمد على الانفعال والتأثر دون أن تكون هناك قواعد مدونة يرجع إليها النقاد في الشرح والتعليل. وينتهي إلى بيان قيمة الشعر ومكانة الشاعر.
فلما تقدم القرن الأول قويت نهضة الشعر وتعددت البيئات والمذاهب الشعرية. وامتد النقد للنقد الجاهلي من حيث اعتماده على الذوق والسليقة.
وكان يدور حول فحول الشعراء كجرير والفرزدق والأخطل وذي الرمة وشعراء الغزل البادين والحاضرين كجميل وكثير ونصيب وعمر بن ربيعة وشعراء وبجانب هذا النوع الفني وجد نقد آخر لغوي نحوي نهض به اللغويون والنحاة من علماء البصرة والكوفة خاصة. ويقوم على الصلة بين الأدب وأصول النحو واللغة والعروض.
وفي القرن الرابع بلغ الشعر العربي ذروته وبلغ النقد القديم فيه غايته سواء من جهة شموله وسعته أم من حيث جهة عمقه ودقته أو من حيث جهة براءته من الحدود الفلسفية إلى درجة واضحة. وذلك لتفرد النقاد الأدباء بهذا الفن ونضج ملكة الذوق عندهم من كثرة ما درسوا وكان نقدهم ممتازاً بالعمق وسعة الآفاق وتحليل الظواهر الأدبية وإرجاعها إلى أصولها الصحيحة وكسب النقد مؤلفات رائعة وعديدة منها:
- الموازنة بين الطائيين- للآمدي
- أخبار أبي تمام – للصولي
- عيار الشعر – لأبن طباطبا
- والوساطة بين المتنبي وخصومه – للقاضي الجرجاني
- وكتاب الصناعتين – لابي هلال العسكري
- والعمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده- لابن رشيق القيرواني
- والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر – لأبن الأثير.
- الشعر والشعراء لابن قتيبة
- نقد الشعر لقدامة بن جعفر
-اﻟﺒﺪﻳﻊ ﰲ ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻣﻨﻘﺬ.
وفي عصرنا الحديث:
- أهم كتب ناقشت الشعر والشعراء كتاب تاريخ النقد والبلاغة لمحمد زغلول سلام
وجابر عصفور في الصورة الادبية في التراث النقدي وقراءة في التراث النقدي
وابراهيم عبد الرحمن تاريخ النقد القديم وكذا لطفي عبد البديع وطه احمد ابراهيم في تاريخ النقد.
- والشعر الجاهلي لطه حسين.
- نمط صعب ونمط مخيف لمحمود شاكر
- المرآيا المقعرة والمرآيا المحدبة  لعبد العزيز حمودة.
اتجاهات النقد الحديث
يمتاز النقد الأدبي الحديث عن القديم بسعة مجاله وتعدد قضاياه وتنوعها
1-الاتجاه الفني:
وهذا الاتجاه يسعى إلى دراسة التركيبة الفنية والعناصر الفنية للنص ويجعل من العناصر الأخرى كالعناصر التاريخية والنفسية مجرد وسائل يستعين بها.
والاتجاه الفني اتجاه لا يمكن للاتجاهات الأخرى في النص أن تستغني عنه . ولا يمكن أن يدرس الأدب بدون الاتجاه الفني وعندما يغفل الناقد عن الاتجاه الفني فانه يتحول على يديه إلى مجرد وثيقة اجتماعية أو نفسية أو لغوية أو فكرية عن الأدب والمجتمع. فالاتجاه الفني مهم لإعطاء الأسس الفنية للنص والأدب.
ومن سلبيات تطبيقه الإكثار من الاعتداد بالشكل الفني والانشغال عن المضمون.
لذلك نرى بعض النقاد يعظمون من شأن بعض النصوص ويكون هذا النص فيه كثير من التجني والاعتداء على بعض القيم والمبادئ. وحجة الناقد أنه لا يهتم إلا بالجانب الفني. فيكون سببا في نشر أمور سلبية ومن النقاد الذي أخذوا في هذا الاتجاه: عباس محمود العقاد، ويحيى حقي، وزكي مبارك.
2-الاتجاه التاريخي:
هو الاتجاه الذي يدرس فيه الناقد الـمؤثرات التي أثرت في النص ومن هذه المؤثرات دراسة صاحب النص وبيئته والظروف الاجتماعية والثقافية التي عاشها الأديب وتأثيرها على أدبه.
ويؤخذ على هذا الاتجاه الاستقراء الناقص ومن المآخذ عليه أيضاً الحكم بالأسبقية لشاعر ما في أمر من الأمور فتؤكد بعدها البحوث عكس هذا.
3-الاتجاه النفسي :
ويهتم بدراسة الجانب النفسي في الأدب والنص المنقود ، ويبرز تأثر العمل الأدبي أو النص بنفسية الأديب وإبراز مراحل العمل الفني وإيصاله من نفسية الأديب إلى نفسية القارئ وهناك دراسات في هذا الجانب ومنها دراسة مصطفى سويف (الأسس النفسية للإبداع الفني في الشعر خاصة) حيث استخدم المنهج التجريبي الموجه وقام بعمل استبيان على عدد من الشعراء تتضمن أسئلة عن وصف تجاربهم النفسية أثناء إبداعهم الشعري.
ومما يؤخذ على هذا الاتجاه التركيز على الجانب النفسي مما يترتب عليه تلاشي القيم الفنية. كما أنه عند المبالغة في هذا الاتجاه يتساوى النص الجيد والنص الرديء لأن النقد تحول حينئذ إلى دراسة تحليلية نفسية.
4-الاتجاه التكاملي:
وهذا الاتجاه يجمع بين جميع الاتجاهات السابقة وينظر إلى النص نظرة شمولية لا تغلب فيها جانب على الجانب الآخر.
ويمتاز هذا الاتجاه بتوازنه الفني بين المحتوى والشكل ويحكم على النص أو العمل الأدبي بمقدار ما فيه من مضمونه من فن وفي هذا الاتجاه يتم تفسير العمل الأدبي في ضوء عصره وظروفه الحضارية والتاريخية والاجتماعية وفي ضوء ظروف صاحب النص والعمل الأدبي.
ومن أبرز المآخذ على هذا الاتجاه التكاملي:
خضوع كل ناقد للجانب الذي يجيده ويبرز فيه ولهذا يصعب عليه التعامل بنفس الكفاءة مع الجوانب الأخرى التي قد لا يكون يجيدها أو لا يعرفها.
وهناك مظاهر كثيرة في النقد الأدبي العربي فهناك: نقد لفظي، وآخر معنوي، وثالث موضوعي ..
ومن النقد اللفظي ما هو لغوي أو نحوي أو عروضي أو بلاغي
ومن المعنوي ما يتصل بابتكار المعاني أو تعميقها أو توليدها أو  أخذها ثم ما يتصل بالخيال وطرق تصويره للعاطفة ثم العاطفة الصادقة والمصطنعة.
ومن النقد الموضوعي ما يليق بكل مقام من المقال أو الفن الأدبي.
وفي العصر الحديث: نشهد درجتين للنقد الأدبي:
أولاً الدرجة السريعة:
وتتناول الآثار الأدبية أو الفنية التي تقدم كل يوم إلى الصحف والمجلات وتعد هذه الدرجة نوعاً من الوصف يعتمد على ملاحظات سريعة تعين القارئ على معرفة ما يصلح من الكتب أو النصوص التي تصدر تباعاً.
ثانياً: الدرجة المتأنية :
وهي أسمى من الأولى وأبقى إذ كانت عاملاً من عوامل الرقي ونشر الثقافة العامة بين القراء. وتعتمد على الدراسة العميقة والثقافة العريضة والتفكير الواضح السديد والموازنة الشاملة وهي تنتهي في الغالب بعرض خلاصة كافية للآثار المنقودة أو (بإكمال) ما ينقصها أو يفتح آفاق جديدة للبحث متصلة بموضوع الكتاب.
شروط الناقد:
هناك أسس علمية مباشرة لفن النقد الأدبي وهي شروط يجب أن تتوفر في الناقد:
1- الذكاء أو الخبرة :وذلك أن يكون الناقد ذا معرفة واسعة بالفن الأدبي الذي ينقده ثم بما يلابسه من فنون وموضوعات أخرى . لان النقد الأدبي لا تتضح قضاياه ولا تستقيم أحكامه حتى يعتمد على مقاييسه الخاصة ثم يستعين – بالموازنة– بمقاييس الفنون الأخرى .
ومن نواحي الخبرة أن يكون الناقد مطلعاً على عصر الأديب ومكانته وسيرته .
2- المشاركة العاطفية وتسمى بالتعاطف : وهي الخطوة الثانية والمراد بها أن يكون الناقد ذا قدرة على النفاذ إلى عقول الأدباء والكتاب ومشاعرهم يحل محلهم ويأخذ مواقفهم أمام التجارب التي يرسمونها والفنون التي يعالجونها ليرى بأعينهم ويسمع بآذانهم لعله يدرك الأشياء كما يرونها.
وهو بذلك يحاول نسيان نفسه ليحيا فترة في ظل شخصية الكاتب وفي نفسيته وبيئته بشكل اندماجي معهم .
وتتطلب المشاركة العاطفية أيضاً أن ينسى الناقد ميوله الخاصة وذوقه. وينسى صلاته الأخرى – إن وجدت- بالشعراء أو الكتاب سلبية كانت أو ايجابيه.
وينسى ما في نفسه من قيم وأفكار عن هؤلاء الكتاب لئلا تسبقه فتؤثر على نقدهم وتدوين آثارهم.
ومن الإنصاف أيضاً أن ينسى الكاتب أمر التعاطف مع جنسيته وقوميته وحزبيته وغيرها من العوامل والأهواء التي قد تؤثر أو تشوه حقائق النصوص أمامه.
3- الذاتية أو الفردية: وهي الشرط الأخير . وهي العودة إلى النفس والخروج من دنيا الأدباء إلى دنيا الناقد نفسه بعد هذه النقلة أو الرحلة السالفة. ونريد بالذاتية أن يضيف الناقد إلى مشاركته العاطفية مقياسه الدقيق الخاص به الذي لا يصرفه عن سلامة الحكم والإنصاف في التقدير.
وهذا المقياس الخاص مزيج من الذوق السليم والمعرفة الشاملة أو هو هذه المواهب النفسية التي تتلقى آثار الأدب مجتمعة فتتذوقها وتحكم عليها.
وفائدة الذاتية أنها تعطي للناقد الابتكار والجد والطرافة وقوه اليقين. لأن النقد ثمرة شيئين:
1-دراسة موضوعية للأدب بمشاركة منشئه.
2-أو تقدير شخصي يصور من الناقد عقله وشعوره وذوقه.
ولابد من وضع القارئ نفسه في الظروف التي أحاطت بالكاتب وقت كتابته هذه الطريقة تمكن القارئ والناقد من فهم روح الكتابة.
فالناقد مرآة صافية واضحة جلية كأحسن ما يكون الصفاء والوضوح والجلاء وهذه المرآة تعكس صورة الأديب والكاتب نفسه كما تعكس صورة القارئ وكما تعكس صورة الناقد فالصفحة في النقد الخليق بهذا الاسم مجتمع من الصور لهذه النفسيات الثلاث:
1- نفسية المنشئ المؤثر.
2- نفسية القارئ المتأثر.
3- ونفسية الناقد الذي يصل فيقضي بينهما بالصورة المطلوبة.



[1] انظر: النقد الأدبي – أصوله ومناهجه، سيد قطب،

مؤامرات تحاك للغة العربية


الدعوة إلى العامية، وتيسير النحو، والخط العربي


  هذه الدعاوى داخلة تحت المشكلات التي تواجه العربية، وتسعى إلى إضعاف سلطانها في نفوس أهلها.
   وذلك كله سلسلة من المكر الكُبَّار، والكيد الذي يراد بأمة الإسلام، وإن كان بعض من يدعو إلى تلك الدعاوى ذا نية طيبة.
   وسيكون الحديث فيما يلي حول بعض المقدمات ثم يتم الحديث عن كل واحدة من هذه الدعاوى الثلاث على حدة:
   أولاً: ارتباط اللغة بالدين والأمة: لا يشك عاقل في مدى التلازم الوثيق، والارتباط المحكم بين اللغة والدين والأمة.
  وهذا ما أدركه العلماء في القديم والحديث؛ حيث ربطوا ربطاً محكماً بين اللغة العربية والإسلام؛ ذلك أن أهم ما تعتد به الأمم من تراثٍ لُغَتُها ودينها؛ فبهاتين الوسيلتين تحقق ذاتها، تتميز شخصيتها؛ فكل قضية تثار ضد العربية فهي في -الحقيقة-ضد الإسلام.
   ولقد نص على هذه الحقائق غير واحد من علماء اللغة والشريعة.
   قال الثعالبي رحمه الله في مقدمة كتابه (فقه اللغة وسر العربية): "فإن من أحب الله أحب  رسوله المصطفى " ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب.
   ومن أحب العربية عُني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها.
   ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإسلام للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه - اعتقد أن محمداً " خير الرسل، والإسلامَ خيرُ الملل، والعربَ خير الأمم، والعربيةَ خير اللغات والأْلسِنة، والإقبال على تفهمها من الديانة؛ إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقُّه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة، وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء، والزند (1) للنار.
  ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على مجاريها ومصارفها، والتبحر في جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة الذي هو عمدة الإيمان - لكفى بهما فضلاً يحسن أثره، ويطيب في الدارين ثمره؛ فكيف وأيسرُ ما خصها الله - عز وجل - من ضروب المَمَادحِ ما يُكِلُّ أقلامَ الكتبة، ويتعب أنامل الحَسَبة" (2).
   بل إن العلماء نصوا على أن تعلمها من الدين، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الشاطبي -رحمهما الله -.
  قال بن تيمية رحمه الله: "إن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" (3).
  وقال: "ومعلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم عن اللحن؛ فنحن مأمورون أمر إيجاب، أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي، ونصلح الألسنة المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة والاقتداء بالعرب في خطابها" (4).
  وقال الشاطبي رحمه الله: "الاجتهاد إن تَعلَّق بالاستنباط من المنصوص فلا بد من اشتراط العلم بالعربية" (5).
  وقد أدرك ذلك المسلمون الأوائل لا من العرب فحسب، بل من غير العرب، حيث أقبلوا على العربية، وأحبوها، وتفقهوا فيها، ونافحوا عنها، بل صاروا من أكابر أئمتها كالكسائي، وسيبويه، وابن فارس، وابن جني - رحمهم الله -.
   بل لقد بلغ الأمر بابن فارسرحمه اللهأن يعقد باباً في كتابه (الصاحبي) تحت عنوان (باب القول على أن لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها) (6).
   ولم تمنعه عروقُه الفارسيةُ، ولا كونه يعيش في بيئة بعيدة عن منبع العروبة أن يقول ما قال مما يبلغ الذروة في تمجيد العربية.
   وإنما جاءته هذه العصبية من جهة إسلامه، واقتناعه بأن القرآن كتاب الله المعجز الخالد.
    وهذا شيء يعتقده المسلم لا ينازعه فيه شك، وهو أن الذين صانوا العربية ووضعوا لها القواعد التي حفظتها طوال هذه القرون، وأقامت ألسنة الناطقين بها على سننها - كانوا يعملون بهداية من الله ورعاية وتوفيق؛ لأنهم كانوا الأسباب إلى تحقيق وعده الصادق النافذ في قوله - عز وجل -{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر:9.
وهل يكون حفظه إلا بحفظ لغته؟
     هذا أمر لا صلة له بمناهج البحث، ومنطق الفكر؛ لأنه ينزل من المسلم منزلة العقيدة المُسَلَّمة التي لا تحتاج إلى برهان، ولا ينازعه فيه شك مهما رأى غير المسلمين فيه، ومهما خطر على باله من وساوس وهواجس تدعو إلى اطراحه، أو التهوين من شأنه.
والدليل على أن هذه القواعد قد صانت اللغة العربية من التبديل والتحريف فأصبحت بذلك ظاهرة فذة لا يشبهها شيء من لغات العالم - أننا نقرأ القرآن كأنه أنزل فينا اليوم، ونقرأ أبا تمام والبحتري والمتنبي وكأننا نقرأ البارودي أو شوقياً (7).
      هذا وسيتضح مزيد بيان لهذه الحقائق في الفقرات التالية.
  ثانياً: إدراك الأعداء لأهمية اللغة: لقد أدرك أعداء الإسلام والعربية أهمية اللغة وخطرها على مطامع الاستعمار، وخطرها في وَحْدَة الأمة، وتماسكها، وارتباط حاضرها بماضيها.
   ومن هنا كان سعيهم الحثيث لتفتيت وحدة الأمة، وتجزئتها، وجعلها دويلات متناحرة؛ لأجل أن تستمر التبعية لهم؛ فشرعوا جاهدين إلى هذا المقصد، وأخذوا بكل وسيلة ممكنة لتحقيق هذه المطالب؛ فكان من أعظم ما توصلوا إليه، وقاموا به أن ضربوا الأمة في لغتها، واتخذوا لذلك أساليب شتى، وجندوا مطاياهم من المستغربين لذلك؛ فصارت الطعنات المتتالية في العربية داعية إلى إقصائها أو إضعافها، والنيل منها - كما سيأتي بيان ذلك - (8).
  ثالثاً: غاية هذه الدعوات: من خلال ما مضى وما سيأتي يتبين لنا أن هذه الدعوات تستهدف غايتين (9):
   1- تفريق المسلمين عامة، والعرب خاصة: وذلك بتفريقهم في الدين، وتفريقهم في اللغة والثقافة، وقطع الطريق على توسع اللغة العربية المحتمل بين مسلمي العالم؛ حتى لا تتم وحدتهم الكاملة.
  2- قطع ما بين المسلمين وبين قديمهم: والحكم على كتابهم (القرآن) وكل تراثهم بالموت؛ لأن هذا القديم المشترك هو الذي يربطهم، ويضم بعضهم إلى بعض.
  رابعاً: نبذة تاريخية عن تلك الدعوات، وبيان أشهر دعاتها (10): بدأت تلك الدعوات في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك عن طريق بعض المجلات، وبعض المنصرين، والمستشرقين، وكانت بدايتها في مصر؛ نظراً لمكانتها العلمية والثقافية.
وتحمل تلك الدعوات في طياتها عبراً، وعظاتٍ عجيبةً في دأب أولئك، ومثابرتهم في سبيل النيل من العربية.
  وفيما يلي استعراض تاريخي مجمل لتلك الأعمال يتبين من خلاله ما قاموا به من عمل، ويتبين -كذلك- أشهر الذين تبنوا تلك الدعوات الهدامة سواء من الأشخاص أو المجلات.
   1- ظهرت الدعوة إلى العامية سنة 1880م على يد الألماني (ولهلم سبيتا) الذي كان متخصصاً باللغات الشرقية، وكان مديراً لدار الكتب المصرية، وكان من أشد الناس حملاً على العربية، وقد قضى جزءاً كبيراً من حياته في مصر لهذا الغرض، وكان أكثر دقة ممن سبقوه في هذا المجال.
    ومن الأشياء التي كان يعملها: جمع القصص والطرف بالعامية، وتأليفها وبيعها على الناس بمبلغ زهيد؛ لكي تتفشى العامية.
    كما ألف كتاباً بعنوان (قواعد العربية العامية في مصر) فَقَعَّد فيه اللهجة المصرية بقواعد من عنده (11).
   2- وتواصلت هذه الدعوة في أواخر سنة 1881م: وذلك حين اقترحت مجلة (المقتطف) كتابة العلوم باللغة التي يتكلمها الناس في حياتهم العامة، ودُعي رجال الفكر إلى بحث هذا الاقتراح ومناقشته.
   3- هاجت هذه المسألة مرة أخرى في أوائل سنة 1902م: وذلك حين ألف القاضي الإنجليزي (سلمون ولمور) أحد قضاة محكمة الاستئناف الأهلية في مصر من الإنجليز - كتاباً سماه (العربية المحكية في مصر).
   وقد وضع للغة القاهرة قواعد، واقترح بأن تكون لغةً للعلم والأدب، ونادى بأن تدرس العربية في قسم الآثار من الجامعات كما تُدرس اللغات المندرسة كالآكادية.
كما اقترح أن تكون الكتابة بالحروف اللاتينية.
   وقد تنبه الناس للكتاب حين أشاد به (المقتطف) في باب (التقريض والانتقاد) فحملت عليه الصحف مشيرة إلى موضع الخطر من هذه الدعوة التي لا تقصد إلا محاربة الإسلام في لغته.
    وفي ذلك الوقت كتب حافظ إبراهيم قصيدته المشهورة التي يقول فيها متحدثاً بلسان اللغة العربية تحت عنوان: (اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها):

رجعتُ لنفسي فاتهمتُ حصاتِي ... وناديتُ قومي فاحتسبتُ حياتي
رمونيْ بعقم في الشباب وليتني ... عَقِمت فلم أجزع لقولِ عُِداتي
ولَدْتُ ولم لم أجد لعرائسي ... رجالاً وأكفاءً وأَدْتُ بناتي
وسِعتُ كتابَ الله لفظاً وغايةً ... وما ضقتُ عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليومَ عنْ وصف آلةٍ ... وتنسيق أسماءٍ لمخترعات
أنا البحرُ في أحشائه الدُّرُّ كامنٌ ... فهل سألوا الغواص عن صدَفَاتي
فيا ويحكم أَبْلَى وتبلى محاسني ... ومنكم - وإن عزَّ الدواءُ - أساتي
فلا تَكِلوني للزمانِ فإنني ... أخافُ عليكم أن تحين وفاتي

  4- وثارت المسألة من جديد على يد الإنجليزي (وليم ولكوكس): وكان مهندساً للري في مصر، حيث دعا عام 1926م إلى هجر اللغة العربية، وخطا بهذا الاقتراح خطوة عملية، فترجم أجزاءً من الإنجيل إلى ما سماه (اللغة المصرية).
  ويعد هذا الرجل من ألد أولئك، وأكثرهم جلداً، حيث جاء إلى مصر عام 1882م ومكث فيها حتى عام 1932م.
  وليس له أي هدف إلا محاربة العربية عبر الندوات، والصحف.
  وكان يشيع أن التخلف في مصر سببه العربية الفصحى، وأن الحل في تركها معللاً بأن سبب تطور الإنجليز هو تخليهم عن اللاتينية إلى الإنجليزية.
  ولقد نوه سلامة موسى بـ: ولكوكس، وأيده، فثارت لذلك ثائرة الناس من جديد، وعادوا لمهاجمة الفكرة، والتنديد بما يَكْمُن وراءها من الدوافع السياسية.
"ولكن الدعوة استطاعت أن تجتذب نفراً من دعاة الجديد في هذه المرة، فاتخذوا القومية والشعبية ستاراً لدعوتهم حين كان لمثل هذه الكلمات رواج، وكان لها بريق يعشي الأبصار، وحين كان الناس مفتونين بكل ما يحمل هذا العنوان في أعقاب ثورة شعبية تمخضت عن (الفرعونية) وحين كانوا يتحدثون بما صنع الكماليون من استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، وترجمة القرآن للغة التركية، وإلزام الناس بالتعبد به، وتحريم تدريس العربية في غير معاهد دينية محدودة وضعت تحت الرقابة الشديدة، وقد مضوا من بعدُ في مطاردة الكلمات العربية الأصل ينفونها من اللغة التركية كلمة بعد كلمة" (12).
  5- ولم يكن الوضع في بلاد الشام أو المغرب العربي بأحسن حالاً من مصر حيال هذه القضية، بل كان أسوأ مما في مصر؛ حيث وُجِدَتْ محاولات جادة لطمس العربية ونبذها، ووصمها بالتخلف.
  ومما يصور لك الحال التي وصلت إليها تونس - على سبيل المثال - تلك القصيدة التي جادت بها قريحة الشيخ العلامة محمد الخضر حسين التونسي عام 1326هـ وعنون لها بـ (حياة اللغة العربية)، وجعلها في أسلوب رواية خيالية، فقال (13):

بصري يسبحُ في وادي النظرْ ... يتقصى أثراً بعد أثرْ
وسبيل الرشد ممهود لمن ... يتجافى الغُمضَ ما اسطاع السهرْ
إنما الكون سِجِلٌّ رُسمتْ ... فيه للأفكار آيٌ وعِبَرْ
وإذا أرخى الدجى أستاره ... هبَّ سمعي كاشفاً عما استترْ
لست أنسى جُنح ليل خَفقت ... فيه بالأحشاء أنفاسُ الضَّجرْ

  6- دخول هذه الدعوة إلى مجمع اللغة العربية: يقول د. محمد محمد حسينرحمه الله بعد أن استعرض تاريخ تلك الدعوة: "ولم يكن ذلك هو كل ما كسبته الدعوة الجديدة التي روجها الإنجليز وعملاؤهم كما رأينا.
  ولكن أعجب ما ظهر من ذلك في هذه الفترة وأغربه مما لا يخطر على البال هو أن الدعوة قد استطاعت أن تتسلل متلصصة إلى الحصن الذي قام لحماية اللغة العربية الفصيحة، والمسمى (بمجمع اللغة العربية).
   فظهرت في مجلته الناطقة باسمه سلسلة من المقالات عن (اللهجة العربية العامية) كتبها عضو من أعضاء هذا المجمع اسمه عيسى إسكندر المعلوف.
   وإن مما يدعو إلى العجب حقاً أن يختار المجمعُ لعضويته رجلاً معروفاً بعدائه الصريح للعربية، وهو عداء عريق ورثه عن أبيه الذي أعلنه وجهر به حين سجله في مقال له نشرته (الهلال) سنة 1902م دافع فيه عن اللهجات السوقية، وقال: إنه يشتغل بضبط أحوالها وتقييد شواردها؛ لاستخدامها في كتابة العلوم.
   وقد أكد هذا المقال أن اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة هو من أسباب تخلفنا الثقافي.
  وزعم أنه من الممكن اتخاذ أي لهجة عامية لغةً للكتابة كالمصرية أو الشامية، وأنها ستكون أسهل على سائر المتكلمين بالعربية -على اختلاف لهجاتهم- من العربية الفصحى.
   كما أنه زعم أن تعلق المسلمين باللغة الفصيحة لا مبرر له؛ لأن هناك مسلمين كثيرين لا يتحدثون بالعربية ولا يكتبون بها، ولأن اللغة التي يتكلمها المسلمون هي غير العربية الفصيحة على كل حال (14)، وقال عن كل ما يطالب به هو وضع قواعد هذه اللغة التي يتكلمون بها فعلاً وواقعاً وختم المقال بقوله:
"وما أحرى أهل بلادنا أن ينشطوا من عِقالهم طالبين التحرر من رقِّ لغة صعبة المراس قد استنزفت أوقاتهم وقوى عقولهم الثمنية وهي مع ذلك لا توليهم نفعاً، بل أصبحت ثقلاً يؤخرهم عن الجري في مضمار التمدن، وحاجزاً يصدهم عن النجاح ...
ولي أمل بأن أرى الجرائد العربية وقد غيرت لغتها، وبالأخص جريدة الهلال الغراء التي هي في مقدمتها.
وهذا أعده أعظم خطوة نحو النجاح، وهو غاية أملي ومنتهى رجائي".
هل تعرف عداءًا للعربية التي لم يُنشأ هذا المجمع إلا لحمايتها أعرقَ من هذا العداء الصريح في الولد وأبيه على السواء؟ فلأي شيء اختير هذا العضو وأمثاله من المعروفين بالكيد للعربية وللعرب؟.
وليس هذا هو كل ما يدعو للعجب من أمر هذا المجمع، فقد تقدم عضو من أبرز أعضائه وهو عبدالعزيز فهمي -ثالث الثلاثة الذين بني عليهم الوفد المصري- في سنة 1943 باقتراح كتابة العربية بالحروف اللاتينية، وشُغِل المجمع ببحث اقتراحه عدة جلسات امتدت خلال ثلاث سنوات، ونُشر في الصحف، وأُرسل إلى الهيئات العلمية المختلفة، وخصصت الحكومة جائزة مقدارها ألف جنيه لأحسن اقتراح في تيسير الكتابة العربية.
أليس يدعو ذلك إلى أن نتساءل: هل أنشئ هذا المجمع لينظم جهود حُماة العربية، أو أنشئ ليُكْسِب الهدمَ والهدامين صفةً شرعية، وليضع على بيت حفار القبور لوحة نحاسية كُتب عليها بخط عريض (طبيب)، وعلى وكر القاتل السفاح اسم (جَراح)؟!
أليس يَرضى الاستعمار عن مثل اقتراح المعلوف واقتراح عبدالعزيز فهمي؟ أليس يرضى عنه العضو الإنجليزي الموقر هـ. أ. ر. جب الذي يقرر في كتابه (إلى أين يتجه الإسلام) عند كلامه عن الوحدة الإسلامية أن من أهم مظاهرها الحروف العربية التي تستعمل في سائر العالم الإسلامي، واللغة العربية التي هي لغته الثقافية الوحيدة، والاشتراك في كثير من الكلمات والاصطلاحية العربية الأصل؟ أليس يرضى الاستعمار الفرنسي الذي حارب العربية الفصيحة في شمال إفريقيا أعنف الحرب، وضيق عليها أشد التضييق، ووضع مستشرقوه مختلف الكتب في دراسة اللهجات البربرية وقواعدها لإحلالها محل العربية الفصيحة؟
أليس يرضى عنه المستشرق الألماني كامفماير الذي يقرر في شماتة أن تركيا لم تعد بلداً إسلامياً، فالدين لا يُدَرَّس في مدارسها، وليس مسموحاً بتدريس اللغتين العربية والفارسية في المدارس، ثم يقول:: "إن قراءة القرآن العربي وكتب الشريعة الإسلامية قد أصبحت الآن مستحيلة بعد استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية" (15).
الدكتور  محمد بن إبراهيم الحمد
في كتابه"فقه اللغة: مفهومه-موضوعاته-قضاياه"
---------------------------------•
(1) -الزند: العود الذي تقدح به النار
(2) -فقه اللغة وسر العربية ص5.
(3) - اقتضاء الصراط المستقيم ص162.
(4) - مجموع الفتاوى 31/ 158.
(5) - الموافقات 5/ 124.
(6) - الصاحبي ص19.
(7) - انظر: مقالات في اللغة والأدب د. محمد محمد حسين ص75-76، وفي سبيل لغة القرآن د. مرزوق بن تنباك ص15.
(8) - انظر في سبيل لغة القرآن ص15-16.
(9) - انظر الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر د. محمد محمد حسين 2/ 84.
(10) - انظر الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر 2/ 359-368، وفقه اللغة د. إميل يعقوب ص151-155.
(11) - مستفاد من محاضرات أ. د علي البواب على طلاب كلية اللغة العربية، وانظر فقه اللغة د. إميل يعقوب ص151.
(12) - الاتجاهات الوطنية 2/ 361.
(13) - القصيدة موجودة في ديوان الشيخ (خواطر الحياة) ص111-114، وفي كتابه (حياة اللغة العربية) ص78-84.
(14) - هذا غير صحيح يكذبه الواقع الصريح، والدليل على مباينته للحقيقة أن العرب إذا اجتمعوا في مؤتمر لم يكد يفهم بعضهم عن بعض إلا إذا تكلموا العربية الفصيحة.
(15) - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر 2/ 362-365.


أعجوبة لينكس



أعجوبة لينكس هو نظام تشغيل للحاسوب، مُبتكر ومُعاصر ويغطي أهم احتياجات مستخدمي الحاسوب ويدعم اللغة العربية.

لماذا أعجوبة لينكس ؟

  • حُرّية، فلا قرصنة بعد اليوم! استخدم أعجوبة لينكس وقم بتوزيعه للآخرين كما تشاء وبشكل قانوني تماما. إذ لا يتطلب استخدام ونسخ وتوزيع أعجوبة لينكس دفع أية رسوم تراخيص فهو نظام حر ومفتوح المصدر، بل إننا في أعجوبة لينكس نشجعك على فعل الخير ومساعدة الآخرين وتوزيع النظام.
  • أمان، ستودّع الفيروسات مع أعجوبة لينكس! فهذا النظام محمي تماما من الفيروسات. ولا حاجة لمضاد فيروسات، فلقد تم بناء وتصميم النظام بأعلى درجات الأمن والأمان.
  • جَودة، ثبات وجودة عاليين! مع أعجوبة لينكس لن تشعر بتباطؤ النظام مع مرور الوقت ولن تحتاج إلى إعادة تهيئة النظام كل فترة. فأنظمة لينكس تعمل لسنوات طويلة دون كلل وبثبات وجودة لا نظير لهما.

لمحة من مزايا أعجوبة

تثبيت أعجوبة على USB
يمكنك تنزيل نسخة النّظام من موقعنا هذا (للتنزيل إضغط هنا) يمتاز هذا النظام بأنه يمكنك تجربته دون المساس بالقرص الصلب من خلال الإقلاع المباشر من القرص المدمج الحي “LiveDVD”. ويمكنك لاحقا تنصيب نظام أعجوبة لينكس على القرص الصلب أيضا. ومن أجمل مزايا هذا النظام إمكانية تثبيته على اصبع ذاكرة يو أس بي USB مستفيدا بذلك من ميزة الكتابة وصغر الحجم فتحمل نظامك المفضل وملفاتك أينما ذهبت (إن كان الحاسوب يدعم الإقلاع منها).
وبالمناسبة فإن من السهل تثبيت أعجوبة لينكس جنبا إلى جنب مع نظام ويندوز، حيث يكون بإمكانك الاختيار بين تشغيل أي من الإثنين لحظة الإقلاع.
وقد أصدرنا نسخة DVD تحتوي كماً كبيرا جدا من الحزم البرمجية وعلى الكثير من لغات البرمجة والبرامج التعليمية والأدوات الخدمية.
بعد تنصيب نظام التشغيل أعجوبة لينكس يمكنك تثبيت العديد من البرمجيات الإضافية الأخرى من خلال الإنترنت (الشابكة) والمتوفرة في المخازن الرسمية للنظام من خلال إضافة وإزالة البرامج في قائمة إدارة النظام. حاليا يتوفر أمامك أكثر من عشرة آلاف حزمة برمجية.
اقرأ المزيد عن أعجوبة:

إضافة برامج أعجوبة إلى فيدورا



يمكنك التمتع ببرامج أعجوبة داخل توزيعة فيدورا بدأ من الإصدار التاسع، عبر تنزيل وتثبيت الحزمة في الرابط التالي:

إضافة برامج أعجوبة إلى أوبنتو

يبذل فريق توزيعة "سبيلي" قصار جهده لتوفير كل البرامج التي تهم المستخدم العربي والمسلم في توزيعة أوبنتو بما فيها برامج أعجوبة. يُوفر فريق سبيلي مستودعا شخصيا “PPA” يحتوي تلك البرامج:

لا تخف

  • لا توجد أي مقالب فالنظام ومصدره متوفران على الموقع.
  • لن نرسل لك إعلانات مزعجة.
  • لا يوجد إشتراكات إلزامية.
  • جميع التّحديثات الأمنية تصلك دون عناء.

احفظ روابط الموقع

تصفح واستفد كنوزا من الفوائد