الجمعة، 27 نوفمبر 2015

تدريبات في العروض01


تدريبات على بحر الطويل
التدريب الأول:
الأبيات التالية من الطويل، والعروض فيها مقبوضة، والضرب إما تام، أو مقبوض أو محذوف. اكتب هذه الأبيات كتابة عروضية، وضع تفاعيلها تحتها، واذكر نوع الزحاف الذي دخل على بعض تفاعيلها:
1 عفا الله عن ليلى الغداة فإنها ... إذا وليت حكمًا علي تجور
2 أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
3 إذا حل في أرضٍ بناها مدائنا ... وإن حل عن أرض ثوتْ وهي بلقع
4 وقائلة: ماذا دهاك -تعجبًا. ... فقلت لها: يا هذه أنت والدهر!
5 لعمرك ما الأبصار تنفع أهلها ... إذا لم يكن للمبصرين بصائر
6 أتترك إتيان الزيارة عامدًا ... وأنت عليها لو تشاء قدير؟
التدريب الثاني:
اكتب الأبيات التالية كتابة عروضية، وبين نوع العروض والضرب وكذلك نوع الزحاف في كل منها:
1 ونحن أناس لا توسط عندنا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر
2 ومن مذهبي حب الديار لأهلها ... وللناس فيما يعشقون مذاهب
3 وداع دعاني، والأسنة دونه ... صببت عليه بالجواب جوادي
4 رضيت لنفسي كان غير موفق ... ولم ترض نفسي كان غير نجيب.
5 ذريني فإن البخل لا يخلد الفتى ... ولا يهلك المعروف من هو فاعله
6 سآتي جميلاً ما حييت فإنني ... إذا لم أفد شكرًا أفدت به أجرًا
تدريبات على بحر المديد
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر المديد. بين نوع العروض والضرب في كل بيت منها، وإن كان فيها زحاف فاذكر نوعه:
1 إنما ذكرك ما قد مضى ... ضلةٌ مثل حديث المنامْ
2 إن جرى قتلٌ على يده ... فهو في حلٍ وفي سَعَةِ
3 اعلموا أني لكم حافظ ... شاهدًا ما عشت أو غائبا
4 يا لبكر أنشروا لي كليبًا ... يا لبكر أين أين الفرار
التدريب الثاني:
اكتب الأبيات التالية كتابة عروضية، ثم قطعها على حسب تفاعيل المديد، وضع رموز المتحرك والساكن تحت التفاعيل:
1 صار جدًّا ما فرحتُ به ... ربًّ جَدٍّ جرَّه اللعبُ
2 تحسب الهجر حلالاً لها ... وترى الوصل عليه حرام
3 إنما الذلفاء ياقوتةٌ ... أُخرجت من كيس دِهْقَانِ1

تدريبات على بحر البسيط

التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر البسيط. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكر نوع الزحاف في كل بيت إن وجد:
1 سبحان خالق نفسي كيف لذتها ... فيما النفوس تراه غاية الألم
2 حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب
3 إني لمن معشر ما ضيم جارهم ... ولا رأى عندهم بؤسًا ولا خافا
4 وما أخوك الذي يدنو به نسب ... لكن أخوك الذي تصفو ضمائره
التدريب الثاني:
الأبيات التالية من مجزوء البسيط ومخلَّع البسيط. اذكر العروض والضرب في كل منها، وكذلك نوع الزحاف إن وجد:
1 قد طال يا قلب ما تلاقى ... إن مات ذو صبوة فكنه
2 ماذا وقوفي على ربع عفا ... مخلولق دارس مستعجم؟
3 يا صاح قد أخلفت أسماء ما ... كانت تمنيك من حسن الوصال
4 سيروا معًا إنما ميعادكم ... يوم الثلاثاء ببطن الوادي
تدريبات على بحر الوافر
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر الوافر ومجزوئه، فاكتبها كتابة عروضية، ثم ضع تحتها رموزها فتفاعيلها:
1 أبعد الأربعين محرمات ... تماد في الصبابة واغترار؟
2 أيا قلبي أما تخشع؟ ... ويا علمي أما تنفع؟
3 تواعدنا ... بآذار ... لمسعى غير مختار ...
التدريب الثاني:
عين البحر في الأبيات التالية، وبين نوع العروض في كل منها:
1 وما وجد اشتياق كاشتياقي ... ولا عرف انكماش كانكماشي
2 لا تنكرن رحيلي عنك في عجل ... فإنني لرحيلي غير مختار
3 ومن ينفق الساعات في جمع ماله ... مخافة فقْرٍ فالذي فعل الفقر
4 يا لقومي ... إنني رجل ... حرت في أمري وفي زمني
5 أبنت الدهر عندي كلُّ بنتٍ؟ ... فكيف وصلت أنت من الزحام؟
6 إذا صرف النهار الضوء عنهم ... دجا ليلان ليل والغبار.


المحاضرة 05: محمد الهادي الطرابلسي والخصائص الأسلوبية


 أ.د. محمد الهادي الطرابلسي



هذا كتاب رائد في الأسلوبية الحديثة، يؤسس الأسلوبية التطبيقية في الثقافة العربية. كان له منذ صدوره صدى كبير في تونس والبلاد العربية بل وفي أروبا وأمريكا حتى أصبح من مراجع البحث الأساسية في فن ّ القول وأدبية الأدب ومناهج البحث في مسالك الإبداع، كما أصبح مصدرا في الدروس الجامعيّة: تعتمد أبوابه وتحفظ نتائجه. وقد انطلقت منه في الجامعات الوطنية والاجنبية حركات بحث كثيرة لتوسيع الآفاق التي فتح مجالاتها أمام الباحثين.

الطبعة الأولى: منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تونس 1981  
الطبعة الثانية: المجلس الأعلى للثقافة، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب،  القاهرة 1996.
الاسلوبية هي منهج نقدي لساني تقوم على دراسة النص الادبي دراسة لغوية، لاستخلاص اهم العناصر المكونة لادبية الأدب إذ تجعل منطلقها الاساس النص الادبي اي أن الاسلوبية تنطلق من النص لتصب في النص أو كما يقال: قراءة النص بالنص ذاته وتنقسم الاسلوبية الى أنواع تبعاً للمدارس النقدية منها الاسلوبية التعبيرية والاسلوبية الادبية والاسلوبية الاجتماعية النفسية والاسلوبية البنائية وغيرها من الاسلوبيات النظرية.
 أما أبرز رواد الاسلوبية الادبية عربيا فهو الدكتور محمد الهادي الطرابلسي والدكتور محمد عبد المطلب والدكتور صلاح فضل والدكتور شكري عياد والدكتور عبد السلام المسدي.

مفهوم الأسلوبية :
تعددت تعريفات العلماء للأسلوبية وتنوعت  وبينها تباين من حيث الصياغة والمنطلقات وهي مستوحاة من الأسلوب ولعنا نأخذ لمحة تاريخية عن هذا المصطلح .
لقد عرف مصطلح الأسلوب قديما عند العرب كما عرف عند غيرهم وهو في المعجم العربي يعني: السطر من النخيل وكل طريق ممتد ، والأسلوب هو الطريق والمذهب , والجمع أساليب [1].
وقد استخدم علماء العربية هذا اللفظ في دلالات اصطلاحية متعددة , فقد ذكر ابن قتيبة مصطلح الأسلوب  في قوله :"إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب ".
كما ذكره الخطابي في معرض حديثه عن إعجاز القرآن "وهنا نوع من الموازنة وهو أن يجري أحد الشاعرين في أسلوب من أساليب الكلام وواد من أوديته ويقول الباقلاني في حديثه عن الإعجاز أيضا :"وقد بينا في الجملة مباينة أسلوب نظم القرآن جميع الأساليب ومزيته عليها في النظم والترتيب "[2].
والذي يظهر من سياق كلامهم أنهم لا يستخدمون مصطلح الأسلوب بالمعنى المستخدم الآن وإنما يعنون به الطريقة الخاصة في النظم والسمة المميزة لكلام عن كلام آخر وهذا يفيدنا أن أصل اللفظ وشيء من المعنى كان موجودا عند علمائنا الأوائل قديما .
وقد تطرق عبد القاهر الجرجاني للأسلوب فقال في تعريفه: فقال هو" الضرب من النظم والطريق فيه "[3]كما تعرض له الحازم القرطاجني وابن خلدون وهذا كله مما يؤكد وجود أصل هذا المصطلح قديما.
أما عن الأسلوب عند الأوروبيين قديما فقد كان من عهد أرسطو ومن بعده وكانت تستخدم أصلا للقلم والريشة ثم استخدمت لفن النحت العمارة ثم دخلت في مجال الدراسات الأدبية , حيث صارت تعني أي طريق خاص لاستعمال اللغة بحيث تكون هذه الطريقة صفة مميزة للكاتب أو الخطيب[4].
أما عن الأسلوب في العصر الحديث فإنه يعرّف بعدة تعريفات نظرا لتعدد الاعتبارات وهي على النحو الآتي[5]:
1-   باعتبار المرسل أو المخاطِب:
هو التعبير الكاشف لنمط التفكير عند صاحبه ولذلك قالوا الأسلوب هو الرجل .
2-   باعتبار المتلقي والمخاطب :
هو سمات النص التي تترك أثرها على المتلقي أيا كان هذا الأثر .
3-   باعتبار الخطاب :
هو مجموعة الظواهر اللغوية المختارة الموظفة المشكلة عدولا , وما يتصل به من إيحاءات ودلالات .
أما عن الأسلوبية في العصر الحديث :
فهي كما يقول مؤسسها الأول شارل بالي : علم يعنى بدراسة وقائع التعبير في اللغة المشحونة بالعاطفة المعبرة عن الحساسية .[6]
ويقول عبد السلام المسدي عن هذا المصطلح أنه مركب من جذر " أسلوب " ولاحقته "ـته" فالاسلوب ذو مدلول إنساني ذاتي واللاحقة تختص بالبعد العلماني العقلي الموضوعي[7].
وعرفها جاكبسون[8]: بأنها بحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولا عن سائر أصناف الفنون الإنسانية ثانيا [9].
وقد حاول أحد الباحثين أن يجمع هذه التعريفات في تعريف واحد فقال: هي جملة الصيغ اللغوية التي تعمل على إثراء القول وتكثيف الخطاب وما يستتبع ذلك من بسط لذات المتكلم وبيان التأثير على السامع.
ومن هنا يتضح لنا الفرق بين الأسلوب والأسلوبية (علم الأسلوب) وهي كما يلي[10]:
v     الأسلوب وصف للكلام , أما الأسلوبية فإنها علم له أسس وقواعد ومجال .
v     الأسلوب إنزال للقيمة التأثرية منزلة خاصة في السياق , أم الأسلوبية فهي الكشف عن هذه القيمة التأثرية من ناحية جمالية ونفسية وعاطفية .
v     الأسلوب هو التعبير اللساني والأسلوبية دراسة التعبير اللساني .
ملحوظة:من العلماء من قال بأن مصطلح"علم الأسلوب" مرادف للأسلوبية ومنهم من فرق فقال بأن علم الأسلوب يقف عند تحليل النص بناء على مستويات التحليل وصولا إلى علم بأساليبه .
أم الأسلوبية فهي تتجاوز النص المحلل المعلومة أساليبه إلى نقد تلك الأساليب بناء على منهج من مناهج النقد المعروفة [11], ولكن الذي يظهر أن الفرق بينهما ضئيل جدا وأنهما يلتقيان في كثير من الجوانب .
نشأة الأسلوبية :
كانت البداية للأسلوبية قديما عند العالم السويسري فرديناند دي سوسير[12], الذي أسس علم اللغة الحديث وفتح المجال أمام أحد تلاميذه ليؤسس هذا المنهج وهو شارل بالي[13]1865-1947م فوضع علم الأسلوبية كجزء من المدرسة الألسنية , وأصبحت الأسلوبية هي الأداة الجامعة بين علم اللغة والأدب[14]وبذلك فقد ارتبطت نشأة الأسلوبية من الناحية التاريخية ارتباطا واضحا بنشأة علوم اللغة الحديثة .
ثم إن الأسلوبية كادت أن تتلاشى لأن الذين تبنوا وصايا بالي في التحليل الأسلوبي سرعان ما نبذوا العلمانية الإنسانية ووظفوا العمل الأسلوبي بشحنات التيار الوضعي فقتلوا وليد بالي في مهده ومن أبرز هؤلاء في المدرسة الفرنسية ج.ماروزو [15],ولكن الحياة عادت إلى الأسلوبية بعد عام 1960م حيث انعقدت ندوة عالمية بجامعة آنديانا بأمريكا عن(الأسلوب) ألقى فيها ر.جاكبسون محاضرته حول الألسنية والإنشائية فبشر يومها بسلامة بناء الجسر الواصل بين الألسنية والأدب [16].
وفي سنة 1965م ازداد الألسنيون اطمئنانا إلى ثراء البحوث الألسنية واقتناعا بمستقبل حصيلتها الموضوعية عندما أصدر ت.تودوروف [17]أعمال الشكليين الروسيين مترجمة إلى الفرنسية [18].
مبادئ الأسلوبية :
v     الاختيار:
 وهو من أهم مبادئ علم الأسلوب لأنه يقوم عليه تحليل الأسلوب عند المبدع , ويقصد بها العملية التي يقوم بها المبدع عندما يستخدم لفظة من بين العديد من البدائل الموجودة في معجمه فاستخدام هذه اللفظة من بين سائر الألفاظ هو ما يسمى " اختيار" وقد يسمى "استبدال" أي أنه استبدل بالكلمة القريبة منه غيرها لمناسبتها للمقام والموقف [19].
ويتصل بهذا المبدأ شيء آخر هو ما يسمى بـ" محور التوزيع " أو " العلاقات الركنية" ويقصد بها تنظيم وتوزيع الألفاظ المختارة وفق قوانين اللغة وما تسمح به من تصرف , وهذه العملية هي التي يسميها جاكبسون: إسقاط محور الاختيار على محور التوزيع [20].
  
v     العدول :
ويسمى "الانزياح " أو "الانحراف" كما سماه ابن جني قديما, أو كما سماه جاكبسون "خيبة الانتظار"[21], ولهذا المبدأ أهمية خاصة في علم الأسلوب حتى سماه بعضهم " علم الانحرافات " [22].
وهذا المبدأ ينطلق من تصنيف اللغة إلى نوعين:[23]
-      لغة مثالية معيارية نمطية متعارف عليها.
-      ولغة إبداعية مخالفة للنمط المعياري السابق.
فالعدول هو: مخالفة النمط المعيار المتعارف عليه إلى أسلوب جديد غير مألوف  عن طريق  استغلال إمكانات اللغة وطاقاتها الكامنة .
ويتضح في هذا التعبير شرط يضبط هذا العدول حتى لا يخرج عن الحد المقبول وهو أن يكون العدول في حدود ما تسمح به قواعد اللغة  , وكذلك يجب أن يكون هذا العدول ذا فائدة فليس  العدول غاية في ذاته إنما المقصود منه إثارة السامع وحفزه على التقبل [24].
v     التركيب :
يقوم التركيب بنظم الكلمات المختارة في الخطاب الأدبي متوسّلاً في ذلك بعمليتي الحضور و الغياب، الحضور للكلمات المختارة و الغياب للكلمات الأخرى المصفوفة في جدول الاختيار، و الدخول في علاقة جدلية أو استبدالية، فالكلمات الأخرى تتوّزع غيابياً في شكل تداعيات للكلمات المنتمية لنفس الجدول الدلالي.
( إنّ صورة الغياب هذه تعطي للأفعال معانٍ إضافيةً لأنها بالنصّ دائماً حافّةٌ، كما تعطيها أيضاً قيمةَ الشهادة على أسلوبية الجملة ).
فالتحليل هو دراسة الانسجام الحاصل بين المفردات و الأثر الجمالي و الفني الذي يتركه في ذهن المتلقّي، و على هذا يكون الأسلوبُ عند ( جاكبسون ) تطابقاً لجدول الاختيار على جدول التأليف أو التركيب.
إنّ الدّرسَ الأسلوبيّ لا يقف عند توصيف بنية التركيب في الخطاب الأدبي بل يستقصي من خلال ما يتفرّع عنها من أشكالٍ تعبيرية كالتقديم والتأخير والحذف والذكر والتعريف والتنكير ... إلخ فكلّ شكلٍ من هذه الأشكال هو خاصيةٌ أسلوبية ذاتُ دلالة خاصّة بتركيبها ضمن النّسق اللغوي.
اتجاهات الأسلوبية ومناهجها :
1-      الأسلوبية التعبيرية :
ويقصد بها طاقة الكلام الذي يحمل عواطف المتكلم وأحاسيسه حيث أن المتكلم يحاول أن يشحن كلماته بكم كبير من الدلالات التي يظهر أثرها على المتلقي وهي ظاهرة تكثيف الدوال خدمة للمدلولات كما يسميها البعض ويعد بالي رائدا لهذا الاتجاه[25].
2-      الأسلوبية البنائية :
وهي امتداد لآراء سوسير في التفريق بين " اللغة " و" الكلام" كما تعد امتدادا لمذهب بالي في الأسلوبية التعبيرية الوصفية , وفقد طور البنائيون في بعض الجوانب وتلافوا بعض جوانب النقص عند سابقيهم  حيث عايشوا الحركة الأدبية[26] وهنا يكون التحليل الأسلوبي خاضعا لتفسير العمل الفني باعتباره كائنا عضويا شعوريا [27].
3-      الأسلوبية الإحصائية :
وهذا الاتجاه يعنى بالكم وإحصاء الظواهر اللغوية في النص ويبني أحكامه بناء على نتائج هذا الإحصاء .
ولكن هذا الاتجاه إذا تفرد فإنه لا يفي الجانب الأدبي حقه فإنه لا يستطيع وصف الطابع الخاص والتفرد في العمل الأدبي , وإنما يحسن هذا الاتجاه إذا كان مكملا للمناهج الأسلوبية الأخرى [28].
ويبقى أن المنهج الإحصائي أسهل طريق لمن يتحرى الدقة العلمية ويتحاشى الذاتية في النقد[29], فيجب أن يستخدم هذا المنهج كوسيلة للإثبات والاستدلال على موضوعية الناقد أي بعد أن نتعامل مع النص بالمناهج الأخرى التي تبرز جوانب التميز في النص .
4-      منهج الدائرة الفيلوجية :
وهو منهج يقوم بدراسة العمل الأدبي على ثلاث مراحل هي:
الأولى: أن يقرأ الناقد النص مرة بعد مرة حتى يعثر على سمة معينة في الأسلوب تتكرر بصفة مستمرة.
الثانية: يحاول الناقد أن يكتشف الخاصية السيكلوجية(الأخلاقية) التي تفسر هذه السمة.
الثالثة: يعود مرة أخرى إلى النص لينقب عن مظاهر أخرى لبعض الخصائص العقلية.
فهذه المراحل الثلاث تشكل في هيئتها الدوران حول النص مرة بعد مرة ويعتبر سبتزر[30]أول من طبق هذا المنهج على أعمال ديدرو ورواية شارل لويس [31].
5-      أسلوبية الانزياح :
وهي تقوم على مبدأ انزياح اللغة الأسلوبية عن اللغة العادية ويعرف الأسلوب على أنه انزياح عن المعيار المتعارف عليه, فهم يعتقدون أن الأسلوب الجيد هو الذي ينحرف عن اللغة الأصلية وطريقتها الاعتيادية على اختلافهم في مدى هذا الانحراف والانزياح فمنهم من يدعو إلى الخروج عن كل قواعد اللغة وهذا ما طبقه أهل الحداثة في أدبهم , والمعتدل منهم يقول أن الانزياح يكون في حدود قواعد اللغة حيث يكون الإبداع  بسلوك طرق جديدة غفل عنها الآخرين لكنها لا تخالف قواعد اللغة أي النحو [32]
ويسميها كوهمين " الانتهاك " حيث أن المبدع يعتمد في إبداعه على اختراق المستوى المثالي في اللغة وانتهاكه.[33]
6-      الأسلوبية الأدبية :
وهي تعنى بدراسة الأسلوب الأدبي بجانبيه الشكلي والمضموني , ويسعى أصحاب هذا الاتجاه إلى اكتشاف الوظيفة الفنية للغة النص الأدبي وذلك عن طريق التكامل بين الجانب الأدبي الجمالي الذي يهتم به الناقد , والجانب الوصفي اللغوي اللساني .
وهذا هو الذي يميز هذا الاتجاه عن الاتجاه اللغوي الذي لا يهتم بالمعنى وغنما بالشكل والصياغة [34].
7-      الأسلوبية التأثرية :
وبنصب اهتمام هذا الاتجاه على المتلقي وقياس تأثيرات النص عليه من خلال استجابته وردود فعله , حيث إن المتلقي له الحق في توسيع دلالات النص من خلال تجربته هو [35].


[1] لسان العرب  لابن منظور, دار صادر ,بيروت,ط1 , 2000م , مادة(سلب) ص225.
[2] ينظر اللغة والإبداع مبادئ علم الأسلوب , شكري عياد ,ص13, الطبعة الأولى 1988م.  
[3] دلائل الإعجاز, عبد القاهر الجرجاني . تحقيق محمود شاكر ,مكتبة الخانجي القاهرة 1404هـ ص469.
[4] ينظر الأسلوب والأسلوبية بين العلمانية والادب الملتزم بالإسلام,د.عدنان النحوي , دار النحوي ,ط1 ,1419هـ ,ص 145.
[5] ينظر النقد الأدبي الحديث أسسه الجمالية ومناهجه المعاصرة روية إسلامية, أ.د.سعد أبو الرضا ,ط2, 1428هـ ص117, وفي الأسلوب والأسلوبية, محمد اللويمي , ص16.
[6] في الأسلوب والأسلوبية ,محمد اللويمي .مطابع الحميضي ط1 , ص42.
[7] الأسلوب والأسلوبية , عبد السلام المسدي الدار العربية للكتاب, تونس 1397هـ.
[8] ولد بموسكو سنة 1896م واهتم باللهجات الفولكلور واطلع على أعمال سوسير وأسس النادي الألسني بموسكو وعنه تولدت مدرسة الشكليين الروس , تنقل بين عدد من الدول واستقر أخيرا في أمريكا في جامعة هارفارد وهناك رسخت قدمه في التنظير للألسنية (الأسلوب والأسلوبية , عبد السلام المسدي, ص242)
[9] المرجع السابق ص33.
[10] ينظر في الأسلوب والأسلوبية , محمد اللويمي ,ص42,والأسلوب والأسلوبية لعدنان النحوي ص156.
[11] الأسلوبية الرؤية والتطبيق ,أ.د.يوسف أبو العدوس , دار المسيرة ط1, 1427هـ , ص37.
[12] سويسري درس في حنيف ثم في ليبزغ ثم استقر بباريس ودرس النحو المقارن ثم عاد إلى جنيف ودرس اللغة السنسكريتية ثم الألسنية عاش بين (1857-1913)م .( الأسلوب والأسلوبية , المسدي , 244)
[13] هو ألسني سويسري ولد بجنيف ومات بها تتلمذ على سوسير وبرع في الألسنية وعكف على دراسة الأسلوب فأرسى قواعد الأسلوبية في العصر الحديث ومن مؤلفاته (مصنف الأسلوبية الفرنسية) ( ينظر الأسلوب والأسلوبية , المسدي , 237)
[14] ينظر في الأسلوب والأسلوبية ,محمد اللويمي ص41,والأسلوبية الرؤية والتطبيق , يوسف أبو العدوس ,ص38.
[16] ينظر الأسلوب والأسلوبية , عبد السلام المسدي,ص19.
[17] بلغاري ولد سنة 1939م درس الأدب البلغاري ثم هاجر إلى فرنسا من أهم أعماله " نظرية الأدب" ( ينظر السابق ص240)
[18] ينظر السابق .
[19] ينظر الأسلوب والاسلوبية لعبد السلام المسدي ص134, وفي الأسلوب والأسلوبية لمحمد اللويمي ص26.
[20] ينظر الأسلوب والاسلوبية لعبد السلام المسدي ص135.
[21] ينظر السابق ص158.و في الأسلوب والأسلوبية ,محمد اللويمي ص23.
[22] مدخل إلى علم ألأسلوب , شكري عياد , دار العلوم , ط1 , 1402هـص37.
[23] في الأسلوب والأسلوبية , محمد اللويمي ,ص23.
[24] ينظر السابق ص24.
[25] ينظر في الأسلوب والأسلوبية , محمد اللويمي , ص44.
[26] ينظرالسابق  ص45.
[27] الاتجاه الأسلوبي في النقد , د. شفيع السيد, دار الفكر العربي , ص117.
[28] ينظر النقد الأدبي الحديث ... ,أ.د.سعد أبوالرضا ,ص115, وفي الأسلوب والأسلوبية ,محمد اللويمي ,ص46.
[29] ينظر البلاغة والأسلوبية , محمد عبد المطلب , مكتبة لبنان , ط1, 1994م, ص 198.
[30] نمساوي نشأ فيها ثم في ألمانيا وأخيرا في فرنسا عاش بين سنتي (1887-1960) وهو من علماء الألسنية ونقادها. من مؤلفاته " دراسات في الأسلوب " و " الأسلوبية والنقد الادبي" (ينظر الأسلوب والأسلوبية للمسدي ص 244).
[31] الاتجاه الاسلوبي في النقد , شفيع السيد 164.
[32] ينظر في الأسلوب والأسلوبية ,محمد اللويمي ,ص46.
[33] ينظر البلاغة والأسلوبية , محمد عبد المطلب , ص268.
[34] ينظر في الأسلوب والأسلوبية , محمد اللويمي ,ص48.
[35] ينظر السابق , ص49.