الاثنين، 2 نوفمبر 2015

المحاضرة 02 من نقد الشعر

نقد الشعر في العصر الجاهلي
خصائصه مظاهره وقيمته
إنّ الحديث عن النقد في عصر الجاهلية يختلف عن غيره من العصور من حيث إنّ أول مباحثه إنّما يتعرض لوجوده أصلاً [4] إذ يزعم بعض النقاد والمؤرخين أنّ العصور العربية الأولى تخلو من النقد والمنصفون منهم إنّما يقصدون به النقد المنهجي بقوانينه التحليلية الموضوعية وقواعده التفكيكية العلمية .
والحقيقة أنّ وجود النقدِ , أصلِ النقد مسألةٌ لا ينبغي الاختلاف فيها فضلا عن نفيها أو الشكّ فيها لأمرين اثنين :
أوّلهما : إنّ وجود الأدب في مثل تلك المرتبة العلية من الإبداع والرقيّ وبذلك الزخم والحجم الكبير دليل كافٍ  على وجود نقدٍ ساير هذا الأدب ووقف إلى جانبه يقوّمه ويوجّهه حتى وصل به إلى ما وصل إليه ...
ثانيهما : إنّ الإنسان ناقد بطبعه متذوق بفطرته يطالب دائما بالأحسن والأجمل والأجود والأمثل في شؤون حياته كلّها ولن يشذّ الشعر والأدب عن هذا المبدأ ...إنّ قراءة الشعر وسماعه تقتضي ولا بدّ تذوقَه ونقدَه وخاصة إذا كان ذلك من عارف بالشعر كالشاعر نفسِه أو راويتِه وما أكثرهم في عصر الجاهلية[5] 
هذا من جهة  نفي وجود أصل النقد أمّا نفي  النقد المنهجي العلمي الموضوعي بقوانينه المعروفة وأساليبه ومناهجه المشهورة في عصر الجاهلية فإنّ من يزعم ذلك إنّما يريد تسليط اصطلاحات حادثة على تراث فكري قديم أو إنّما يريد محاكمة فترة زمنية غابرة بأعراف معاصرة وليس هذا من البحث العلمي المنهجي ولا من الدراسة الموضوعية الجادّة في شيء , فالذي ينبغي الإقدام عليه في مثل هذه الدراسات هو البحث في خصائص ومميزات النقد الأدبي في عصر الجاهلية في إطاره الزمني والمكاني بعيدا عن تأثير الاصطلاحات الحادثة والأعراف المعاصرة.
بعد أن فرغنا من الحديث عن وجود أصل النقد في عصر الجاهلية وعن منهجية دراسته لننتقل الآن إلى المرحلة الثانية من هذه الورقات لننتقل إلى دراسة خصائص هذا النقد والبحث في سماته وميزاته:
أوّلا مستويات النقد في البيئة الجاهلية: إنّ التأمّل العميق و المتأنّي فيما ورد إلينا من نماذجَ للنقد في العصر الجاهلي على قلّتها ـ مقارنة بالأدب ـ يعطينا نظرة إجمالية وفكرة عامة على ما كان عليه النقد الأدبي يومها ... فهو ابتداء يتجلى  ويظهر في مستويات ثلاث :
1)   المستوى الأوّل النقد الذاتي : ويقصد به نقد الشاعر لنفسه وتهذيبه لقصيدته  كيف لا والشاعر هو أكثر المحتفلين والمهتمين بتجويد شعره حتى يُرضي الجمهور المتلقي للشعر ويستقطب إليه أكبر قدر ممكن من الرواة والمعجبين[6] , ولعل أبرز نموذج يمثّل هذا النوع من النقد هو ما اصطلحوا عليه باسم المدرسة الأوسية[7] أو عبيد الشعر [8] وأشهر رواد هذه الطائفة من الشعراء زهير بن أبي سلمة الذي كان يستغرق في تهذيب شعره وإعادة النظر فيه سنة كاملة قبل أن يخرج على الناس بقصيدته كاملة مكتملة... ولهذا السبب سميت قصائده بالحوليات وكان الأعشى فيما يروى عنه يجوب  أحياء العرب وقبائلها ينشد الشعر مستعينا بآلة موسيقية تدعى الصَّنْج  وما يفعل ذلك إلاّ احتفالا بشعره ورغبة في جلب المثنين والمعجبين ولابدّ أنّه كان  ـ من باب أولى ـ يصنع بشعره  ويختار منه ويزيد وينقص فيه ما يحقق له هذا الهدف والمبتغى ...
2)   المستوى الثاني النقد الخاص ... وهو النقد الذي نشأ بين طائفة خاصة من المجتمع العربي على رأسهم الشعراء أنفسهم يقول الدكتور مصطفى عبد الرحمن: «ولد النقد الأدبي مع مولد الشعر ونشأ معه وهذا أمر طبيعي فإنّ الشاعر ناقد بطبعه , يفكر ويقدر ويختار ولهذا كان أقدر من غيره على فهم الصنعة الشعرية وعلى إدراك أسرار القبح أو الجمال .[9]» وأبرز شاهد ها هنا النابغة الذبياني فقد كان شاعرا  فحلا وناقدا فذّاً ومثله جلّ الشعراء فمعرفتهم للشعر من جهة وتنافسهم فيما بينهم من جهة أخرى يدفعهم إلى  إصدار أحكاما نقدية من شأنها أو توجّه الشعر وتهذّبه ... فممّا يروى عن نابغة بني ذبيان أنّه كانت تضرب له خيمة من أدم حمراء في سوق عكاظ يجتمع إليه فيها شعراء العرب يعرضون عليه شعرهم وممّن عرض عليه شعره فأشاد به وأثنى عليه الأعشى ثمّ دخلت عليه الخنساء فأنشدته : قذى بعينك أو بالعين عوارُ ..... إلى أن قالت:
وإنّ صخرا لتأتم الهداة به       كأنّه علم في رأسه نارُ
وإنّ صخرا لمولانا وسيّدنا     وإنّ صخرا إذا نشتو لنحار
فقال لولا أنّ أبا بصير أنشدني قبلك لقلت: إنّك أشعر الناس أنتِ والله أشعر من كلّ ذي مثانة، قالت: والله ومن كلّ ذي خصيتيين . فقال حسان: أنا والله أشعر منكَ ومنها. قال: حيث تقول ماذا؟ قال: 
لنا الجفنات الغرُّ يلمعن بالضحى     وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
وَلدْنا بني العنقاء وابنيّ محرّقٍ         فأكرم بنا خالاَ وأكرم بنا إبنما
فقال : إنّك لشاعر لولا أنّك قلّلت عدد جفانك وفخرت بمن ولدتّ ولم تفخر بمن ولدك , وفي رواية أخرى: فقال له : إنّك قلت (الجفنات) فقلّلت العدد ولو قلت (الجفان) لكان أكثر وقلت (يلمعن في الضحى) ولو قلت (يبرقن في الدجى) لكان أبلغ في المديح لأنّ الضيف بالليل أكثر طروقا . وقلت (يقطرن من نجدة دما) فدللت على قلّة القتل ولو قلت (يجرين) لكان أكثر لانصباب الدم وفخرتَ بمن ولدتَ ولم تفخر بمن ولدكَ. فقام حسان منكسراً.[10]  اهـ
شاهد آخر للنقد الخاص بين الشعراء ما يروى من تحاكم علقمة بن عبدة التميمي والزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم والمخبل السعدي إلى ربيعة بن حذار الأسدي فقال لهم: أما أنت يا زبرقان فإنّ شعرك كلحم لم ينضج فيؤكل ولا ترك نيّئا فينتفع به . وأما أنت ياعمرو فإنّ شعرك كبرد حبرة يتلألأ في البصر فكلّما أعدته فيه نقص , وأما أنت يا مخبّل فإنّك قصرت عن الجاهلية , وأما أنت يا علقمة فإنّ شعرك كمزداة قد أحكم خرزها فليس يقطر منها شيء .[11] اهـ
 فهذه النماذج تمثل ظاهرة التنافس بين الشعراء والانتقادات التي كانوا يوجهونها لبعضهم البعض سواء من خلال التحاكم كما هو ظاهر ها هنا أو من خلال التنافس المطلق التي تقتضيه طبيعة البشر وحبهم للتقدّم والتكاثر في كلّ شيء كما قال سبحانه وتعالى {ألهاكم التكاثر} وتقتضيه أيضا طبيعة الحياة العربية البدوية القائمة أساسا على العصبية القبائلية ....هذا من جهة طائفة الشعراء والأدباء وهناك طائفة أخرى تندرج في هذا الإطار هي طائفة الملوك والأمراء والوجهاء  فقد كان لهم دورهم البارز في تهذيب الشعر ونقده[12] من خلال أرائهم في جزء عظيم منه هو الجزء المتمثل في المديح الذي كان ينهال عليهم والأشعار التي كانوا هم موضوعها وسببها   ـ وما  أكثرها ـ فإنّ عطاءهم كان ولا بدّ يختلف من قصيدة لأخرى سواء كان هذا الاختلاف مبنيّ على أسس أدبية فنّية جمالية  بحثة[13] أو على أسس موضوعية متعلقة بذات الممدوح وهذا الاختلاف في العطاء يغلب على الظنّ أنّه كان معللا أو على الأقلّ معروف العلّة ممّا يستدعي الشاعر إلى تهذيب قصيدته وفق هذه التعليلات التي تجلب له الكسب والعطاء...
3)   المستوى الثالث النقد العام: والمقصود به نقد جماهير العرب وعامتهم. فالمعروف عن العرب أنّهم أهل البلاغة والفصاحة والبيان كانوا يتذوقون الأدب بفطرتهم وسجيتهم وكانوا ولوعين شغوفين بالشعر خاصة ... ولا بدّ أنّ هذه العامة كان لها ذوق خاص واتجاه محدّد في الشعر[14] وقوالب[15] معيّنة تنجذب نحوها أكثر من غيرها ...ومن شأن هذا الذوق أن يقيّد الشعراء والأدباء فينشدوا فيه وفق ما تحبه وتطلبه الجماهير وهذا ما يدفعهم لتهذيب شعرهم بما يساير هذا الذوق العام يقول الأستاذ الدكتور شوقي ضيف في حديثه عن عامة العرب الذين كانوا يستمعون لشعر الأعشى الذي كما تقدم ذكره يطوف بأحياء العرب  ينشد شعره لعامتهم  ما نصّه [16]: «... ولا نرتاب  في أنّ من كانوا يستمعون إليه كانوا يستعيدون ـ في حضرته ـ ما ينشده مراراً , وأنهم كانوا يطلبون منه المزيد , ولا نرتاب أيضا في أنّهم كانوا ـ إذا رحل ـ يتحدثون عنه وعن شعره , فيتعصب بعضهم له ويتعصب بعضهم عليه مؤثرا شعراء قبيلته . وكذلك كان شأنهم في الأسواق حين يستمعون إلى ما ينشد الشعراء , فيظهر فريق منهم إعجابا , ويظهر فريق سخرية واستخفافا . ولعل هذه هي أول صورة لتقدير الجماهير للأدب وتقويمه , وبروها في العصر الجاهلي يدلّ على رقي الذوق حينئذ , وقد اندفع الشاعر يحاول إرضاء هذا الذوق وأن يقع منه موقع استحسان .... »
ثانيا مستويات النقد وميادينه في النصّ الأدبي الجاهلي : إنّ النقد الأدبي في العصر الجاهلي قد طال جميع مستويات النّص الأدبي وأوشك أن يتعرّض لجميع جزئياته وموضوعاته لولا بدائية الحياة الفكرية وبعدها عن النظرة التحليلية للمظاهر والأشياء...التي منعت التعمق والتوسّع في نقد النصوص الأدبية
فنحن نرى المحكَّمين والنقادَ يتعرضون للّفظة المفردة التي لم تقع في مكانها وللمعنى المبتذل أو الناقص أو غير المناسب للمقام  كما يتعرضون لشكل النّص ولمضمونه ويتعرضون لصاحب النصّ ذاته ... وغيرها من المجالات التي سنذكرها مصحوبة بنماذج نقدية وشواهد نصية ...
1)   نقد الألفاظ : فمن ذلك ما يروى أنّ المسيب بن علسٍ مرّ بمجلسِ بني قيس بن ثعلبة فاستنشدوه , فأنشدهم :
ألا أنعم صباحا أيّها الربع وأسلم        محييك عن شحط وإن لم تكلم
فلمّا بلغ: وقد أتناسى الهمّ عند ادّكاره       بناج عليه الصيعرية مكدم
 فقال طرفة ـ وهو صبي يلعب مع الصبيان ـ : استنوق الجمل . لأنّ ابن علسٍ وصف جمله بالصيعرية وهي سمة في عنق الناقة لا البعير .[17]
ومن أمثلته كذلك نقد النابغة الذبياني لحسان بن ثابت رضي الله عنه حين استعمل لفظة الجمع البسيط دون منتهى الجموع أو جمع الجموع للدلالة على الكثرة[18] ومن أمثلته البارزة كذلك[19] : ما يروى أنّ الأعشى أنشد قيس بن معد يكرب أحد أشراف اليمن شعرا في مدحه جاء فيه :
ونبّئت قيسا ولم أبله      وقد زعموا ساد أهل اليمن
فعابه قيس لما شاب معناه من الشكّ في ملك أهل اليمن لأنّ استعمال لفظة الزعم تفيد في أصل وضعها والشائع في استعمالها الشكّ والزعم كما يقولون أخو الكذب أو مطية الكذب حتى وإن كانت العرب تستعمل هذه اللفظة ونحوها بمعنى اليقين كذلك إذا وُجد في السياق ما ينحو بها نحو هذا المعنى .... ولم ينفع الأعشى محاولة إصلاح بيته حين قال:
ونبئت قيسا ولم آته    على نأيه ساد أهل اليمن
فالعربي كان ينتقد النصّ الأدبي من جهة ألفاظه ومفرداته انطلاقا من سجيّته  اللغوية وفطرته الكلامية فهو عارف بلغته مدرك لاستعمالات ودلالات ألفاظها  حقّ المعرفة وتمام الإدراك ... يقول الدكتور مصطفى عبد الرحمن إبراهيم : «...ولقد كان العربي على صلة وثيقة بأسرار لغته , يدرك بفطرته الدلالة الوضعية للكلمات فإذا ابتعد الشاعر عن تلك الدلالة, واستعمل الكلمة في غير موضعها , دون أن يلمح علاقة بين المعنى الأصلي للكلمة والمعنى الذي نقلها إليه أحسّ بذلك إحساسا مباشرا وعبّر عن ذلك الإحساس بما تجود به قريحته.»[20]
2)   نقد المعاني : المقصود بالمعاني دلالات الألفاظ  سواء على ما وضعت له أصالة  (الحقيقة) أو نقلا (المجازات)  ولكي تكون سليمة في حسّ الناقد العربي البسيط ينبغي أن تكون  المعاني مطابقة  لذاته لأحاسيسه, معبرة عن قيمه ومثله , عاكسة لواقعه وبيئته وللطّبيعة من حوله ...فإن كانت كذلك فهي جميلة مستحسنة في ذوقه وأحكامه وإن خالفت معهوده فهي مستهجنة قبيحة يسارع إلى انتقادها بأسلوبه البسيط المتماشي مع طبيعة بيئته ... [23]ومن أمثلة هذا النوع من النقد انتقاد العرب للمهلل بن ربيعة في بيته الذي نعتوه بأكذب بيت قالته العرب حيث يقول :
فلولا الريح أسمع أهل حجر    صليل البيض تقرع بالذكور[24]
لأنّه من أهل الشام كان منزله على شاطئ الفرات فكيف يسمع قبيلة حجر وهي في اليمامة وبينهما مسافات طوال ... فالنقد هنا بسبب مبالغته في المعنى مبالغة خالفت معهود العرب وإلاّ فإنّ أصل المبالغة كانت مطلوبة ومقصودة في شعر العرب.
3)   نقد الشكل : المقصود بشكل النّص الأدبي ما يتعلق بصورته من حيث عمودية الشعر  وأوزانه وقوافيه وتركيبة قصائده من جهة مقدماتها وأغراضها ونحو ذلك ...فمن النماذج والشواهد على اشتغال النقد الجاهلي وتعرّضه لشكل المنتوج الأدبي ما يروى عن النابغة الذبياني أنّه كان يّقوي في شعره ولا يتفطّن لذلك كقوله[26] :
أمن آل مية رائح أو مغتدي            عجلان ذا زاد وغير مزود
زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا           وبذلك خبّرنا الغرابُ الأسودُ
فلمّا قدم على أهل المدينة أرادوا أن يشعروه بلحنه فعمدوا إلى جارية وطلبوا منها ترتيل هذه الأبيات أي إنشادها في استمرارية وتتابع فأحسّ النابغة بنشاز في أبياته وتفطّن لإقوائه فأصلحه بقوله :
.................................      وبذلك تنعابُ الغرابِ الأسودِ
ولهذا السبب كان النابغة يقول : قدمت الحجاز و في شعري صنعة ورحلتُ عنها وأنا أشعر النّاس.
ومثله إقواء بشر بن أبي خازم , يقول أبو عمرو بن العلاء : فحلان من الشعراء كان يقويان النابغة الذبياني وبشر بن أبي خازم فأمّا النابغة فدخل يثرب فغنى بشعره فلم يعد إلى إقواء, وأما بشر بن أبي خازم فقال له أخوه سوادة : إنّك تقوي قال وما الإقواء ؟ قال قولك :
ألم تر أنّ طول الدهر يسلي      وينسي مثل ما نسيت جزامُ
ثمّ قلت:
وكانوا قومنا فبغوا علينا          فسقناهم إلى البلد الشامِي

فقال: تبيّنتُ خطئي ولستُ بعائد .[27] اهـ
4)   النقد الجمالي الفنّي: ونقصد به نقد النصوص الأدبية في العصر الجاهلي من حيث أدائها لوظيفة جمالية سواء من جهة جاذبيتها وسحرها الذي قد يخفى سرّه وتجهل علله أو قد تعلم وتتعدد بين حلاوة الألفاظ وعذوبة المعاني وجرس الحروف  وبديع التركيب وحسن التشبيه وغير ذلك...
ومن نماذج وشواهد هذا النوع من النقد ما أورده المرزباني بسنده قائلا: تحاكم الزربقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وعبدة بن الطبيب والمخبّل السعدي إلر ربيعة بن حذار الأسدي في الشعر , أيّهم أشعر؟ فقال للزربقان: أما أنت فشعرك كلحم أسخن (وضع على النار مدّة غير كافية فلم يتم نضجه) لا هو أنضج فأكل ولا ترك نيّئا فينتفع به , وأما أنت ياعمرو فإنّ شعرك كبرود (الثياب المخططة)حبر (هي الثياب الموشاة)يتلألأ فيها البصر فكلما أعيد فيها النظر نقص البصر , وأما أنت يا مخبّل فإنّ شعرك قصر عن شعرهم وارتفع عن شعر غيرهم وأما أنت يا عبدة فإنّ شعرك كمزادة (ما يوضع فيه الماء) أحكم خرزها فليس تقطر ولا تمطر.
وممّا قاله الدكتور مصطفى عبد الرحمن معلقا على هذا الشاهد بعد ما حكم عليه أنّه من النماذج التي تنظر إلى جودة الشعر من حيث أداء وظيفته الجمالية [29]مايلي:
«...وخلاصة هذه التشبيهات أنّ شعر الزبرقان كلام في صورة الشعر لم يبلغ درجة النضج، بل هو فاسد لا غناء فيه، لأنّه فقد الجزالة، وحرارة العاطفة التي تجعل له طعما ممتازا...»اهـ[31]
5)   نقد الأديب: من جهة أنّه خرج عن أعراف العرب أو أنّه تناقض في بعض أقواله أو انتهج نهجا مخالفا للمروءة والشهامة والجود والكرم وما شابه ذلك ...
ومن شواهد هذا الضرب من النقد ما يروى عن الشماخ أنّه مدح عَرَابة أحد أشراف الأوس فقال يخاطب ناقته:
إذا بلَّغتني ـ وحملتِ رحليَّ ـ      عرابةَ فاشرُقي بدمِ الوتينِ
فعاب عليه أحَيْحة بن الجُلاح ذلك وقال له: بئس المجازاة جازيتها.[32]
لأنّه استغرب من شاعر يريد أن يجازيَ ناقته على حسن صنيعها بنحرها وإراقة دمها ...فالشاعر ها هنا وقع في تناقض صارخ تمجّه الطباع وترفضه العقول ...
ومنه كذلك حكومة أم جندب امرأة امرئ القيس التي ـ كما تقدم ـ تحاكم إليها زوجها وعلقمة الفحل أيّهما أشعر فقالت: قولا شعرا تصفان فيه الخيلَ على رويٍّ واحدٍ وقافية واحدة فقال رسول امرؤ القيس:
خليليَّ مُرَّا بي على أمّ جندبِ        لنقضيَ حاجاتِ الفؤادِ المعذّبِ
وقال علقمة:
ذهبْتَ منَ الهجْرانِ في كلّ مذهبِ    ولم يكُ حقّاً كلُّ هذا التّجنُّبِ
ثمّ أنشداها جميعا فقالت لامرئ القيس: علقمة أشعرُ منك. قال: وكيف ذلك؟ قالتْ: لأنّكَ قلتَ:
فللسوطِ أُلهوبٌ وللساقِ درّةٌ     وللزّ جْرِ منه وقعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ
فجهدتَ فرَسكَ بسوطكَ ومرَيْتَهُ بساقكَ وقال علقمةُ:
فأدرَكَهنّ ثانيا من عِنانه    يمرُّ كمرِّ الرائحِ المتحلّبِ
فأدركَ طريدته وهو ثانٍ من عِنانِ فرسه لم يطربه بسوط ولا مَرَاه بساقٍ ولا زجره . قال : ما هو بأشعرَ منّي ولكنّك له وامقٌ ! فطلّقها فخلَفَ عليها علقمةٌ , فسمي بذلك "الفحلُ" ....اهـ[33]
وعيب الشاعر ها هنا  ـ كما يراه ـ الناقد ـ ولا يشترط بالضرورة أن يكون محقّاً ـ  قد بلغ هدفه بجهد جهيد وعسر شديد وبطريقة فيها كثيرٌ من الشدّة والظلم  بينما خصمه بلغ ذات الهدف بعمل قليل وسهولة ويسر وعامل دابته معاملة تنبئ عن مروأة وشهامة ...
ثالثا : بعض المظاهر  النقدية في الجاهلي :
1)   ظاهرة المفاضلة بين الشعراء وتقديم بعضهم على بعض :
وأسباب هذه الظاهرة كثيرة جدّا لعلّ أهمّها العصبية والتنافس القبلي وكثرة الشعراء ووفرتهم في البيئة العربية الجاهلية إضافة إلى أنفة الإنسان الجاهلي وحبّه للتفاخر والتقدّم على غيره ...
يقول الأستاذ شوقي ضيف واصفا هذه الظاهرة[34] :«ويظهر أنّ الشعراء حينئذ كانوا يتفاخرون بشعرهم ويتنافرون فيه كما يتنافر الأشراف في سؤددهم فكانوا يعرضونه على المحكّمين ليقضوا بينهم...»
ومن أمثلة ونماذج هذه الظاهرة تقديم النابغة الذبياني للأعشى على غيره من الشعراء ثمّ ثنّى بالخنساء بينما ناقد آخر هو عمرو بن الحارث الغساني قدّم حسان بن ثابت على النابغة نفسه وعلى علقمة [36]
ولما سئل لبيد عن أشعر الناس أجابهم بقوله: الملك الضليل قيل: ثمّ من؟ قال: الشاب القتيل، قيل: ثمّ من؟ قال: الشيخ أبو عقيل ـ يعني نفسه ـ
2)   ظاهرة التهذيب والتثقيف:
وقد تقدم الحديث عن هذه الظاهرة في مبحث بيان أوّل مستويات النقد في العصر الجاهلي الذي كان متمثلا في نقد الشاعر لنفسه قبل أن ينتقده غيره
والمقصود بها ما يقوم به الشاعر من تهذيب لشعره وتثقيفه له بحثا عن الجودة والكمال لإرضاء نفسه أوّلا فيرتاح لعمله ولإرضاء العامة والتماشي مع أذواقهم واختياراتهم ...
وعناية الشاعر بشعره واهتمامه به بالتصحيح والتعديل والتثقيف هو منحىً واتجاه نقدي ومدرسة شعرية بدأت في العصر الجاهلي ثمّ تتابعت خلال العصور الأدبية المتلاحقة ...
ولعل أشهر من يمثّل هذا الاتجاه هو الشاعر الجاهلي الكبير زهير بن أبي سلمة الذي كان يستغرق تهذيبه للقصيدة حولا كاملا فسميت لأجل ذلك بالحوليات ينظمها في أربعة أشهر وينقحها في أربعة أخرى ثم يعرضها على الخاصة في أربع ليكتمل بذلك الحول قبل أن يعرضها على عموم النّاس .
وقد سار على هذا النهج ابنه كعب وراويته الحطيئة وفي تهذيب الشعر وتنقيحه يقول كعب بن زهير مشيدا بفضله وفضل الحطيئة وحاجة الشاعر إلى الجهد والخبرة والتهذيب والتنقيح ليبلغ المرتقى :[38]
ومن للقوافي شأنها من يحوكها       إذا ما ثوى كعب وفوز جرول
يقومـها حـتى تلـين متونها       فيقـصر عنـها كلّ ما يتمثل
وفي رواية: شانها من يحركها، فوز بمعنى مات وجرول هو اسم الحطيئة جرول بن أوس بن مالك
ويقول راوية زهير وحامل منهجه التهذيبي   الحطيئة في بيان صعوبة الشعر في حقّ من لا يحسن قرضه بالتثقيف والتهذيب
الشعرُ صعبٌ وطويل سلّمه     إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلّت به إلى الحضيض قدمه      يريـد أن يعـربه فيعجمه
ومما ذكره الدكتور مصطفى عبد الرحمن في هذا الشأن «...وعملية التثقيف والتنقيح تصور إدراكهم لقيمة الفنّ الشعري وما ينبغي أن يكون عليه من جمال ونضج , ومن هنا يصحّ لنا أن نستنتج أنّ العرب في تلك المرحلة كانوا على علم ولو غير ناضج بالجمال الشعري ومقاييسه الفنية ومعطياته العامة يؤكد ذلك ما سبق أنْ ذكرناه من أنّ بعض كبار الشعراء كزهير مثلا كان ينقح شعره , فلا يخرج قصائده إلاّ بعد حول كامل يقسمه على مراحل وهذه القصائد سميت بالحوليات ولا يكون التنقيح إلاّ إذا أدرك الشاعر بعض النواحي التي يرتكن إليها في عمله هذا.[39] »
3)   ظاهرة الرواية:
يقول الأستاذ شوقي ضيف[40] : «...فرواية الشعر في العصر الجاهلي كانت هي الأداة الطيّعة لنشره وذيوعه , وكانت هناك طبقة تحترفها احترافا هي طبقة الشعراء أنفسهم , فقد كان من يريد نظم الشعر وصوغه يلزم شاعرا يروي عنه شعره, وما يزال يروي له ولغيره حتى ينفتق لسانه , ويسيل عليه ينبوع الشعر والفنّ ...»
ومن أشهر هؤلاء الرواة زهير بن أبي سلمة كان راوية  لعمه أوس بن حجر
وكان كعب بن زهير راوية لأبيه
وقبلهم كان امرئ القيس راوية لخاله المهلهل 
الأعشى كان راوية لخاله المسيّب بن علس
أبو ذؤيب الهذلي كان راوية لساعدة بن جؤية الهذلي
طرفة كان راوية لعمّه المرقش الأصغر وكان هو راوية لعمه المرقش الأكبر
كما روى طرفة عن خاله المتلمِّس من بني يشكر حيث تربى طرفة
وقد كان لظاهرة الرواية دور كبير وأثر عظيم في النقد الأدبي يمكننا التماسه من خلال النقاط التالية:
‌أ.       تعليم صناعة
‌ب. الانتصار لشعرائهم على حساب غيرهم من الشعراء سواء كان انتصارهم معلّلا أو انتصارا ذوقيا فإنّه في كلا الحالتين حكما نقديا
‌ج.   تصرف الرواة في قصائد وأشعار معلميهم بالتعديل والتهذيب
‌د.     الإنشاد المستمر والرواية الدائمة من شأنها أن تفتح قريحة النقد وتسهّل اكتشاف مواطن القوة والضعف في القصيدة .
رابعا : خصائص النقد في العصر الجاهلي
1.   الذاتية : المقصود بها البعد عن الموضوعية وتأثر الناقد بعوامل خارجة عن النصّ الأدبي وسنكتفي للتدليل على هذه الميزة والسمّة بنموذج حكومة أمّ جندب , فقد اتّهمّ امرؤ القيس زوجته بعدم الموضوعية وأنّ حكمها إنّما أصدرته لصالح علقمة لتعلقها به وحبّها له لا لشاعريته وقوّة أدبه ولعل في زواجها به بعد هذه الحكومة إن صحّت الرواية ما يقوّي شكوك وظنّ امرئ القيس وإن نحن أحسنّا الظنّ بالمرأة فإنّ حكمها لا يخو من تأثيرات خارجية بعيدة عن الموضوعية فالمرأة تحت رحمة زوجها في الجاهلية وطبيعي أن تخشى  على نفسها ممّن يعامل ناقته أو فرسه تلك  المعاملة ...
2.   الجزئية : فقد كان النقد لا يتتبع النصّ الأدبي كلّه يبحث في جميع مناحيه ويدققّ في كلّ أجزائه وجوانبه بل يقتصر على البيت والبيتين أو على اللفظة واللفظتين
كما فعلت أم حندب في اقتصارها على مقابلة بيتين من القصيدتين لا غير  يقول الأستاذ شوقي ضيف[55] : «وقد يكون أدخل هذه الأحكام في باب النقد حكم زوجة امرئ القيس ومع ذلك فإنّها وقفت عند جزئية وقد يكون علقمة أشعر في هذه الجزئية من زوجها ولكن زوجها أشعر منه في القصيدة جميعها , على أنّ العيب قد يكون في فرس امرئ القيس , فهو وصاحبه جميعا إنما يصفان الواقع , وحتى إذا سلّمنا لها بأنّ قصيدة علقمة أجود من قصيدة زوجها , فإنّ ذلك لا يعطيها الحقّ في أن تحكم له حكما عاماً بتفوقه في شاعريته عليه وأنّه أشعر منه .»
3.   عدم التعليل : أي أنّ الناقد الجاهلي كان يصدر أحكامه بالاستحسان أو الاستهجان دون أن يلزم نفسه بتعليل هذه الأحكام وبيان وجه استحسانه أو استهجانه للنّص الأدبي ...ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك حكومة ربيعة بن حِذار الأسدي بين الشعراء الأربعة  ومنه مفاضلاتهم وتصنيفاتهم للشعر والشعراء وتقديماتهم لبعضهم على بعض دون بيان لعلّة أو سبب يقول الأستاذ قصي حسين[56]: «لا يضطر الناقد للتعليل أو التفسير في نقده وهو إذا اضطرّ للتعليل أو التفسير فإنّما نراه كثير الإيجاز من جهة وفي غاية البساطة والوضوح من جهة أخرى »
4.   الإيجاز : يقول الدكتور مصطفى عبد الرحمن[57] :«ونعني به أنّ الناقد كثيرا ما يغلف حكمه النقدي بعبارة موجزة يفهم منها ما يراد ولكن دون شرح أو تفصيل , وذلك يتّضح من نقد طرفة لشعر المتلمس السابق , حينما قال : "استنوق الجمل" فهذه عبارة موجزة تحمل حكما نقديا عيب به على شعر المتلمس الذي وصف الجمل بسمة الناقة .» ويقول الأستاذ قصي حسين[58] :«...انّ معظم النماذج النقدية التي وصلتنا من العصر الجاهلي إنّما كانت تتصف بالإيجاز الشديد والتركيز على ناحية معيّنة من نواحي القصيدة والاكتفاء باللمحة المقتضبة أو الإشارة السريعة التي تدلّ على استحسان الشعر أو بغضه ومقته .»
5.   تحكّم العرف : أي أن عرف العرب والذوق العام هو المعلم الرئيس في النقد الجاهلي كلّ ما وافق العرف فهو حسن وكلّ ما خالف هذا العرف والذوق العام فهو القبيح يقول الأستاذ شوقي ضيف : «... وقد اندفع الشاعر يحاول إرضاء هذا الذوق وأن يقع منه موقع استحسان . وربما كان ذلك السبب الحقيقي في وقوفه بشعره عند موضوعات بعينها , بل عند معان وألفاظ بعينها حتى ليقول زهير :
ما أرانا نقول إلاّ مُعارا     أو مُعادا من لفظنا مكرورا
فهو مقيّد بأسلوب فني يتبعه ويقلّده , وهو لا يستطيع أن ينحرف عنه , فلابدّ له حين ينظم قصيدة أو مطولة أن يستهلها بالبكاء على الديار والأطلال ثم يتحدث عن رحلته في الصحراء ويصف في أثناء ذلك ناقته , ثم يخرج إلى غرضه من مديح وغير مديح وهو لا يصنع ذلك حرّاً , فلا بدّ له من التمسك بالمعاني والصيغ الثابتة التي يدور فيها الشعراء من قبله ومن حوله , حتى لا ينصرف جمهور السامعين عنه وحتى يبلغ من التأثير فيهم ما يريد .»
6.   الروح الشعرية في النصوص النقدية : المقصود ها هنا أنّ الناقد الجاهلي كان يصدر أحكامه في قوالب فنّية بديعة وبأساليب بيانية راقية فقد كانوا يحسنون ويجيدون الإعراب عن تأثّرهم بالنّص و الإفصاح عن إعجابهم به ...وانظر بإمعان إلى أحكام ربيعة بن حِذار الأسدي بل استمع جيّدا للكلمة الوجيزة التي صارت مثلا يضرب (استنوق الجمل) يقول الأستاذ قصي حسين[59] :«ولشدّة اشتقاق النقد من الشعر وشدّة اتّصاله به كاد النقد في العصر الجاهلي ...أن يكون قريبا في الروح من بعض الأغراض الشعرية فهو يعيب على الشاعر قوله كأنّه يهجوه كما يثني على الشاعر الآخر كأنّه يمدحه ...»
7.   النقد الفطري : الذي يعتمد على ذوق الشاعر وعلى سلامة سليقته يقول الأستاذ قصي حسين : "ولا شكّ أنّ العربي كان يحسّ بأثر الشعر إحساسا فطريا وعفويا بعيدا كلّ البعد عن التعقيدات وأنواع التعليل والتبرير , إنّه يتذوقه جبلّة وطبعا , أما حكمه على الشعر فهو يستند إلى ذائقته الأدبية وحسن سليقته وبالاعتماد على ذلك يتمّ الحكم على الشعر والشعراء..." اهـ [60] ويقول الدكتور مصطفى عبد الرحمن : "إنّ طبيعة الأحكام النقدية في العصر الجاهلي اتّسمت بالذوق الفطري فلم تكن للنقد أصول معروفة ولا مقاييس مقررة , بل كانت مجرد لمحات ذوقية ونظرات شخصية وتقوم على ما تلهمهم به طبائعهم الأدبية وسليقتهم العربية وأذواقهم الشاعرة وحسهم اللغوي الدقيق بلغتهم وإحاطتهم بأسرارها ووقوفهم على ما للألفاظ من دلالات وإيحاءات في شتّى صورها " اهـ [61]
8.   تأثير العصبية القبلية : لا شكّ أنّ الجو العام الذي كان يسود البيئة العربية ويعمّها سيؤثّر ولا بدّ في النقد الأدبي ولعل أبرز ظاهرة اتّسم بها هذا العصر هي العصبية القبلية وما صاحبها من تفاخر وتنافر . ولهذا قال ابن سلاّم الجمحي : إنّ القبائل قد قالت بأهوائها ...[62]ويقول الأستاذ قصي حسين : "...كثيرا ما كان النقد في العصر الجاهلي متأثراً بهوى الناقد الذي كانت روحه المشبعة بالنزعات العصبية أو القبلية وبالأهواء الشخصية في التمدّح أو الذمّ ..." اهـ [63]
9.   التعرض لأمور خارجة عن النّص: غالبا ما كان الناقد إنّما يتعرض لأمورٍ خارجة عن النّص كما فعل أحيحة بن الجُلاح مع ناقة الشماخ وكما فعلت أمّ جندب مع فرسي أو ناقتي زوجها وعلقمة ...



[4]  انظر :  د. قصيّ الحسين أستاذ في الجامعة اللبنانية كلية الآداب ؛ النقد الأدبي عند العرب واليونان معالمه وإعلامه ,المؤسسة الحديث للكتاب طرابلس لبنان 2003م الصفحة 18
[5]  انظر: د. علي جواد الطاهر ؛ مقدمة في النقد الأدبي , المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت لبنان سبتمبر 1979م الصفحة 351
[6]  انظر : الدكتور ضوقي ضيف ؛ النقد , دار المعارف مصر الطبعة الخامسة [ب ت]  الصفحة 21
[7]  هي تسمية أطلقها طه حسين
[8]  الأستاذ المحاضر وهي تسمية مشهورة تجدها في العمدة 1\133 وغيره . سموا كذلك بسبب الاحتفال  والاهتمام والتهذيب المفرط لقصائدهم ويقابلهم المدرسة الارتجالية وكان حسان بن ثابت أحد أشهر وأقدر الشعراء على ارتجال قصائده ...
[9]  د. مصطفى عبد الرحمن إبراهيم (كلية الدراسات الإسلامية للبنين بالقاهرة) ؛ في النقد الأدبي القديم عند العرب ,مكة للطباعة 1419هـ 1998م الصفحة : 27
[10]  النقد الأدبي عند العرب واليونان  معالمه وإعلامه , ص44 نقلا عن الأغاني 9\333 ـ 334 . النقد ص 26 ـ 27
[11]  النقد ص26 النقد الأدبي عند العرب واليونان معالمه وإعلامه ص53
[12]  من أشهر الشعراء الذين اشتغلوا بمدح الملوك والأمراء وأشراف العرب : علقمة بن عَبَدَة والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمة , النقد ص23
[13]  فيعطي على القصيدة الجميلة بغض النظر عن كون الشاعر أطنب في مدحه أو لا, أما الأسس الموضوعية  المتعلقة بذات الممدوح فالعطاء إنّما يكون بقدر ما هو ممدوح فيها ...
[14]  الشعر الغنائي الوجداني كما سيأتي
[15]  كالبداية الطللية ونحوها ممّا سيأتي ذكره إن شاء الله
[16]  النقد ص21 ـ 22
[17]  النقد ص24 في النقد الأدبي القديم عند العرب ص 31
[18]  وقد تقدم نصّ الشاهد كاملا
[19]  النقد الأدبي القديم عند العرب ص 31 ـ 32
[20]  المرجع السابق ص 30 ـ 31
[23]  في النقد الأدبي القديم ص 31 ـ 32 وانظر محمد إبراهيم نصر ص 88
[24]  المرجع السابق ص33 انظر العمدة لابن رشيق 2\62 المقصود بالذكور أجود السيوف .
[26]  المرجع نفسه ص24 والنقد الأدبي القديم عند العرب ص41 ـ 42 طبقات الشعراء لابن سلاّم الجمحي ص63 
[27]  في النقد الأدبي القديم ص 42 وانظر الموشح ص 67 ـ 68
[29]  في النقد الأدبي القديم ص37
[31] المرجع السابق  نفس الصفحة وانظر :الذوق الأدبي , د\ عبد الفتاح علي عفيفي , مطبعة الأمانة 1987م ص28
[32]  النقد ص 24 ـ 25
[33]  الشعر والشعراء ص 218 ـ 219
[34]  النقد ص26
[36]  المرجع السابق ص28
[38]  في النقد الأدبي القديم عند العرب ص 45 ـ 46
[39] في النقد الأدبي القديم عند العرب ص46 وجلّ هذا الكلام منقول من النقد الأدبي للدكتور سعد ظلام ص33
[40]  تاريخ الأدب العربي , العصر الجاهلي ص 142
[55]  النقد ص 25
[56]  النقد الأدبي عند العرب واليونان معالمه وإعلامه ص35
[57]  في النقد الأدبي القديم عند العرب ص54
[58]  النقد الأدبي عند العرب واليونان معالمه وإعلامه ص 23 ـ 24
[59]  النقد الأدبي عند العرب واليونان معالمه وإعلامه ص 57
[60]  المرجع نفسه ص 29 ـ 30
[61]  في النقد الأدبي القديم عند العرب ص 51 وجلّ هذه الفقرة للدكتور محمد عارف محمود حسين في مقال له بمجلة الجامعة الإسلامية كما أشار إلى ذلك المؤلف في الهامش
[62]    من الدراسات التي تقدّمت كتاب طبقات الشعراء لابن سلاّم  ص 25 نقلا عن بحث للدكتور محمد مندور في كتابه (النقد المنهجي عند العرب)
[63] النقد الأدبي عند العرب واليونان معالمه وإعلامه ص29

0 التعليقات:

إرسال تعليق